أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الاربعاء 08 جانفي

“صلب مؤسسة الرئاسة … فوضى اتصالية عارمة..” و”الديبلوماسية التونسية أمام الامتحان الليبي” و”دخان في قصر الرئاسة” و”شارك فيها، سعيد والغنوشي والطبوبي والقروي ولشاهد والعزابي والجمني … مشاورات اللحظات الاخيرة لتامين منح الثقة للحكومة الجديدة”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الاربعاء.

سلطت جريدة (الصحافة) في مقال بصفحتها الخامسة، الضوء على البعد الاتصالي لرئاسة الجمهورية مشيرة الى أن “بعض المتابعين يصفون السياسة الاتصالية لمؤسسة الرئاسة وللرئيس، قيس سعيد، بالضبابية وغياب رؤية واضحة تجاه بعض الملفات الوطنية والاقليمية الحارقة خاصة في ظل تسارع وتيرة الاحداث الدولية مقابل صمت مطبق من بعضها وعدم تحديد موقف واضح من بعضها الاخر”.

وتحدثت الصحيفة في هذا الخصوص، الى استاذ علوم الاتصال، الصادق الحمامي، الذي اعتبر “أن الاشكال ليس تقنيا بالاساس ولا يتمثل حسب ما يقوله بعض الصحفييين في أن تكون مصلحة الاتصال برئاسة الجمهورية في خط مفتوح مع الصحفيين ولكن المشكل يتمثل في الخطاب الرئاسي في حد ذاته والذي يقذم رؤى غير واضحة للتونسيين في زمن يتسم بالغموض والارتباط والاشكاليات على أكثر من مستوى سياسي واقتصادي ودولي”.

وأضاف أن كل ذلك “يولد خوفا لدى التونسي الذي يتحدث عن حرب ضروس في الجارة ليبيا وعن امكانية اندلاع حرب عالمية ثالثة نتيجة انفجار الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط واحتدام الصدام بين الولايات المتحدة الامريكية وايران وهو ما يفسر انتظارات الشعب من رئاسة الجمهورية لتقديم أجوبة واضحة عن اسئلة يطرحها التونسيون حول أكثر من واجهة وأكثر من جبهة”.

واعتبر، ذات المتحدث، أنه “في المقابل نجد رئاسة غير قادرة على تقديم صورة واضحة عن موقفها من الحكومة المقترحة على سبيل المثال وعن تحفظاتها عن الاسماء المطروحة وماهي السيناريوهات التي تضعها الرئاسة في صورة عدم مرورها ونيلها الثقة في البرلمان فضلا عن مواقفها من الاوضاع الاقليمية المتسارعة والتي تغيب عنها آفاق واضحة في تعاطي تونس مع هذه المستجدات الاقليمية المتاخمة لحدودنا الجنوبية والشرقية وهو ما يعكس اضطرابا وقلقا لدى المجتمع التونسي نظرا لغياب الرؤية والتصور والطريق التي ستسلكها تونس مع الرئاسة الجديدة”، وفق ما ورد بالصحيفة.

وفي سياق متصل، رأت جريدة (الصباح) أن “مواقف رئاسة الجمهورية التي تتأرجح منذ مدة بين الغموض والتردد تزيد الامور تعقيدا وتراجيديا مع بروز معطى جديد في السياسية الاتصالية لرئاسة الجمهورية وهو معطى عدم الانسجام والتضارب في المواقف المعلنة” مضيفة “أنه بقطع النظر عن خطوة تصريح مستشارة الرئيس وما حملته زيارة اوردوغان غير المعلنة في طياتها من عروض وطلبات فان ما يثير الدهشة والاستغراب هو البلاغ التوضيحي لرئاسة الجمهورية بعد سويعات من تصريحات المستشارة
الاعلامية”.

واعتبرت الصحيفة، أن “الزج بمستشارة الرئيس وفق نص البلاغ وبناء على تصريحاتها السابقة في خانة من يريد ضرب مصداقية الموقف الرسمي للدولة يعد ضربا من السريالية ” المغرقة في الغرابة وفي الالتباس ويعكس الى حد بعيد مدى تخبط السياسية الاتصالية لمؤسسة في حجم رئاسة الجمهورية في سياق أزمات تخنق الدولة”.

وبينت، في سياق متصل، أن “رئاسة الجمهورية ما زالت تتخبط في صياغة خطاب موحد يزيل الشك باليقين ويقدم للرأي العام المحلي وللعالم موقفا واضحا مما يحدث في الجوار الليبي ومن موقع الدولة التونسية على الخارطة الجيوسياسية دون شعارات فضفاضة ودون عنتريات لغوية واستعراضية لا تحسم الموقف بل تغذي الشكوك حوله” مؤكدة “على ضرورة أن يراجع رئيس الدولة حساباته بشأن السياسة الاتصالية للقصر وبشأن خطاب رئاسة الجمهورية وبشأن مواقف الديبلوماسية التي تاهت في زحام الاحداث قبل أن يتحول الجميع الى دخان”، حسب ما جاء بالصحيفة.

واعتبرت (المغرب) في مقالها الافتتاحي، أن “لتونس مصلحة واحدة وحيدة وهي العمل الفوري على وضع خطة لوقف اطلاق النار ولمسار سياسي سلمي في ليبيا، مسار لا يقصي أحدا لا حفتر ولا حكومة الوفاق” مشيرة الى أن “لتونس بعض الاوراق أهمها على الاطلاق حسن التنسيق مع الجزائر والعمل على ايجاد جبهة تونسية جزائرية حبذا لو تتسع الى المغرب الاقصى، حيث أن العمل على ايجاد هذه الجبهة المغاربية وعلى توحيد المواقف من الازمة الليبية وكل تعقيداتها أصبح ملحا لفرض حضورنا الجماعي في كل حل سياسي سلمي في ليبيا”.

وبينت أن “هذا يفترض أننا نتحاور في نفس الوقت مع حكومة الوفاق وكذلك مع المشير خليفة حفتر، وأن نقنع الطرفين بأن لهما مصلحة كبرى في علاقة جيدة مع الدول المغاربية” مفسرة بأنه “لا اشكال في القول بأننا نتمسك بالشرعية الدولية في ليبيا شريطة أن تكون لدينا علاقات متطورة مع طرف النزاع الثاني بل سيكون من المفيد بالنسبة لمعسكر حفتر أن يتعامل مع دول الجوار المغاربي رغم علمه بقربها النسبي من حكومة الوفاق اذ لا يعقد الصلح الا بين الاعداء والصلح يحتاج الى وسطاء ودل المغرب العربي هي الوسيط الافضل لكل حل سلمي”، وفق تقدير الصحيفة.

أما جريدة (الشروق) فقد أفادت في ورقة بصفحتها السادسة، أن “كواليس الساحة السياسية تعيش هذه الايام مشاورات وحركية في سبيل حلحلة أزمة المواقف المتصلبة من حكومة، الحبيب الجملي، التي اتسعت رقعتها لتشمل أغلب مكونات البرلمان ولتجعل من حصولها على الثقة بالاغلبية المطلوبة امر مستبعدا”.

وأضافت، أن “هذه الحالة من الغموض والمخاوف المخيمة على ملف منح الثقة للحكومة وضعت النهضة ومعها الجملي في مواقف صعبة لكنها لا تقل صعوبة عن وضعية الاحزاب التي وجدت نفسها بين ضرورة المصلحة الوطنية التي تقتضي التعجيل بالمصادقة على الحكومة وضرورة أن تكون الحكومة في المستوى وتحقق حولها نسبة كبيرة من الرضا السياسي”.

وأشارت الى أن “هذه الوضعية ألقت بضلالها على الوضع العام باعتبار أن فرضية عدم حصول الحكومة على الثقة بعد غد الجمعة يمثل خطر وطنيا في ظل حالة شبه الفراع التي أصبحت تعانيها الدولة منذ أكثر من شهرين جراء وضعية التراخي وشبع الفراغ الذي تعيشه البلاد حاليا ” مبرزة أن “أغلب المراقبين في تونس ينتظرون أن تؤتي مشاورات اللحظات الاخيرة هذه أكلها من حيث التوافق بين أغلب مكونات البرلمان على منح الثقة للحكومة حتى يقع تجاوز الفترة الصعبة التي تعاني منها البلاد منذ أكثر من شهرين والتي تميزت أساسا بحالة من شبه الفراغ على مستوى الحكومة وتنطلق بذلك الحكومة الجديدة في مباشرة مهامها”.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.