أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الخميس 04 جوان

“تونس … الشهيدة” و”تونس تستحق أفضل” و”الاستراتيجية الوطنية للحجر الصحي الموجّه .. الفصل الأخير من المعركة الوطنية”، مثلت أبرز عناوين الصحف التونسية الصادرة اليوم الخميس.

لاحظت جريدة (الشروق) في مقالها الافتتاحي، تواصل “محاولات الزج بتونس في المحاور الإقليمية في الوقت الذي ترتفع فيه حدة التجاذبات داخليا وخارجيا وهو ما يطرح على كل القوى التونسية الوطنية تحدي أولوية المشروع الوطني”.

واضافت أن “الكثير من القوى التونسية الوطنية تدرك أن بلادنا تواجه خطرا محدقا قد يستهدف الوحدة الوطنية لذلك فهي تلتقي اليوم لوضع حد لهذا الخطر الذي يتهدد البلاد وقد يعصف بكل ما نجحت فيه من وحدة وطنية”.

وأبرزت في هذا السياق، أن تونس نجحت في نسج وحدة وطنية مستقلة لكن تسلل الاستعمار إليها عبر جمعيات ومنظمات وهيئات أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على استقلالها الوطني” معتبرة “أن المطلب الأول والوحيد والاساسي هو توحيد مطلب استقلال القرار الوطني وفرض سيادته”.

وأكدت على “ضرورة العمل على “تجاوز المحن التي تعيشها بلادنا لتتجاوز محن المشاكل الاجتماعية والاقتصادية من أجل تونس الجديدة باعتبار أن هذه التجاذبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لن تنهي المشاكل التي تعيشها البلاد وهي مشاكل تحتاج إلى تناول عاجل وسريع من أجل فتح آفاق للشعب التونسي”.

وذكرت أن تونس “تعاني بشكل فعلي من عوائق النظام البرلماني ويدرك التونسيون في معظمهم ان النظام البرلماني الذي ابتلوا به كلفهم الكثير من الخسائر لكن مع ذلك يواصل المواطن احترام الدستور في انتظار التحولات الكبرى”، وفق ما ورد بالصحيفة.

وفي سياق متصل، اعتبرت (الصحافة)، أن المتأمل في سير أشغال مجلس نواب الشّعب “تترسّخ لديه قناعة بأنّ تونس تعيش مرحلة دقيقة وخطيرة ومفتوحة على كلّ الإحتمالات والسيناريوهات حيث أن “كلّ مؤسّسات الدولة تقريبا معطّلة وتطغى عليها التجاذبات والصراعات والتناحر ويكاد يغيب عنها العمل والنشاط المجدي”.

وأضافت أن العلاقة بين البرلمان والحكومة تتميز “بنوع من السريالية السياسية التي لا نعثر في التجارب المقارنة على مثيل لها” معتبرة أن “أشدّ ما يُثير الغرابة والدهشة هو أنّ مواقف أحزاب التحالف المشكّل للحكومة لا تتوافق بالضرورة مع مواقف كُتَلِها في البرلمان ، بل إنّ هذه الكُتَل ساهمت حتّى في إسقاط مشروع قانون تقدّمت به الحكومة”.

وبينت أن “هذا الوضع لن يسهّل بالتأكيد عمل الحكومة التي تشكو أصلا من الشّلل وغياب المصداقية نتيجة الإسراف في استعمال التفويض الذي منحه لها البرلمان على أساس الفصل 70 من الدستور”.

وعبرت الصحيفة عن خشيتها من “أن تنفتح مرّة أخرى أبواب الإحتجاجات والإنفلاتات بشكل يصعب على أيّ طرف التحكّم فيه ومحاصرته خصوصا في ضوء التجاذبات السياسية التي تحكم العلاقة بين أحزاب الحكمِ والمعارضة وهي تجاذبات ونزاعات لم تسلم منها حتى الأحزاب المشكّلة للحكومة”.

وطالبت بأن “تنصرف جميع الأطراف إلى معالجة الملفّات الحارقة التي تقضّ مضاجع التونسيين والكفّ عن افتعال الأزمات والنزاعات التي لا هدف من ورائها سوى تحسين المواقع في الحُكم أو التّحضير لاستحقاقات انتخابية قادمة من أجل غزو السلطة أو دعم وتأبيد الوجود فيها”.

وأضافت أن “النقاش العام الذي تابعنا جزءا منه، أمس الاربعاء، بمناسبة نقاش مشروع لائحة تقدمت بها كتلة الحزب الدستوري الحرّ، حول منع استخدام التراب التونسي من أجل التدخّل في الشقيقة ليبيا، يوضّح أنّ ديمقراطيتنا الوليدة عليلة ومهدّدة وبأنّ أكثر ما يمثّل سببا لتقويضها مستقبلا هو أنْ لا أحد يقبل بالآخر وبأنّ القاعدة في التعامل بين الأطراف هي الريبة والتوجّس من الآخر”.
وخلصت الى أن “مثل هذا السلوك السياسي سيزيد في إشعال فتيل الحراك المجتمعي بما يهدّد الأمن والإستقرار في هذا الوطن الغالي .. ان تونس تستحق أفضل”، حسب ما جاء بالصحيفة.

وتطرقت، ذات الصحيفة، في مقال آخر الى ما عتبرته “الفصل الأخير من المعركة الوطنية ضد فيروس كورونا المستجدّ، والتي كانت استثنائية بكل المقاييس من حيث شكلها ومضمونها ومراحلها وطبيعتها وسيرورتها وصيرورتها على حد سواء”.

وأضافت أنه “سيحفظ لتونس نجاحها في تخليد اسمها في سجلّ الدول التي تمكّنت من الحفاظ على صحّة مواطنيها وايثارها رغم شحّ الموارد وضيق ذات اليد وسيدوّن التاريخ تحقيقها لنتائج باهرة في تصدّيها لوباء الكورونا وذلك بفضل تظافر جهود الجميع رغم وجود عديد النقائص والإخلالات هنا وهناك وفي مراحل مختلفة طيلة الفترة المنقضية”.

وبينت أنه مع “انتهاء الفترة الثانية من الحجر الصحي الموجّه واستقبال المرحلة الثالثة والأخيرة من هذه التجربة الاستثنائية تطوى صفحات من ماضٍ كريه فقد فيه الجميع طعم الحياة ولذّة العيش”.
واضافت أنه “لا بد من الإقرارأن طاقة التحمل سواء النفسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية بدأت تستنفد اضافة إلى الضغط النفسي الذي بدأ يحتد أكثر فأكثر وخاصة بالنسبة لبعض الفئات الهشة فاقدة مورد الرزق ناهيك عن ازدياد جحافل المعطلين الذين أفرزتهم الأزمة” مشيرة الى أن “الاقتصاد المتهالك أصلا بدأ اليوم يتشظّى أكثر ويتبدّد وموارد الدولة تتراجع وتتقلص وتشح خاصة وأن نسبة النمو تراجعت بنسبة 4ر1، ومن المنتظر أن تعرف انخفاضا أكثر حدّة يتراوح بين 4 بالمائة و10 بالمائة”.

واعتبرت أن “النجاح النسبي الذي حققته بلادنا في إطار حربها على فيروس كورونا موجبٌ لاستئناف الحياة بشكل طبيعي ولكن مع تواصل الالتزام والتعامل بحذر وبوعي مواطني مع هذه الجائحة التي قد تعيد شن هجومها في كل لحظة بشراسة أشدّ وفتك أكبر حيث يجب على الجميع مزيد الحيطة واليقظة والالتزام بالبروتوكول الصحي خاصة وان بلادنا، التي هي ليست بمعزل عن بقية دول العالم التي مازالت في حرب يومية مع كوفيد ـ 19، ستفتح مجالاتها الجوية والبحرية والبرية يوم 27 جوان القادم”، وفق ما ورد بالصحيفة.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.