نواب يطالبون، خلال جلسة عامة، بإحداث قطب استشفائي جامعي متعدد الاختصاصات ووحدة للإحاطة النفسية بالشمال الغربي


نبّه عدد من النواب، اليوم الأربعاء، إلى ما وصفوه بالحالة “الكارثية” لجميع المؤسسات الاستشفائية بولايات الشمال الغربي، مطالبين بالتعجيل بإحداث قطب استشفائي جامعي متعدد الاختصاصات ووحدة للإحاطة النفسية بهذه المنطقة.

ولفت النواب، خلال جلسة عامة خصصت لعرض ومناقشة تقرير لجنة التحقيق حول فاجعة عمدون بولاية باجة، إلى أن الحادثة أماطت اللثام عن “النقص الفادح” على مستوى البنية التحتية والتجهيزات والإطار الطبي وشبه الطّبي في جميع المؤسسات الاستشفائية بولايات الشمال الغربي، مما جعل جميع جرحى هذه الحادثة يتكبدون عناء التوجه الى مستشفيات تونس العاصمة وأحوازها لتلقي العلاج.

وأوضح المتدخلون أن آلة المفراس الوحيدة الموجودة في الشمال الغربي، وتحديدا بالمستشفى الجهوي بباجة، لم يقع استغلالها الى اليوم لعدم وجود مختص مؤهل لاستعمالها، كما أنها لا تخضع للصيانة مما يتسبّب في إهدار واضح للمال العام.
وأكّدوا في سياق متصل، أن قسم الاستعجالي بهذا المستشفى لا يتوفر على مكان مخصص لتوقّف سيارات الإسعاف ولا يحتوي على قاعة إنعاش كما أنه غير مجهز بمصعد.

وأضاف النواب أن المستشفى الجهوي بجندوبة يحتوي فقط على خمسة أقسام، وأشاروا، في هذا الصّدد، إلى توجه نواب الجهة لوزير الصحة، في شهر جانفي المنقضي، بمطلب كتابي لإحداث ثلاثة أقسام إضافية ولعقد مجلس للتفاوض حول الإشكاليات الصحية بمنطقة الشمال الغربي، إلاّ أنهم لم يتلقوا أي رد، لافتين إلى تعطل كل المشاريع الاستشفائية بولاية جندوبة منذ سنة 2014.

ومن جهة أخرى، استنكر النواب في مداخلاتهم، عدم تمتع ضحايا حادثة عمدون وعائلاتهم بالعلاج والإحاطة النفسية المجانية، رغم أن رئيس الجمهورية كان قد أعلن، إثر الحادثة، عن ضرورة تكفل الدولة بجميع هذه المصاريف، مؤكدين أن هؤلاء الأهالي أجبروا على إمضاء وصولات خلاص قبل مغادرة المستشفيات، أغلبها تتجاوز قيمتها الـ 5 آلاف دينار، كما أنهم تولوا شراء عدد من المستلزمات الطبية على حسابهم الخاص.

وأكدوا على الحاجة الملحة لعدد كبير من جرحى حادثة عمدون وعائلاتهم، للإحاطة النفسية، فمنهم من فقد ذاكرته ومن أصبح عاجزا عن الكلام، ومن يعاني الاكتئاب والأرق، داعين الى ضرورة مساعدتهم على تجاوز هذه الأزمات النفسية.

واعتبر النواب الى أن جميع الوعود والتعهدات التي التزمت بها وزارة الصحة سابقا سواء كانت لفائدة هذه العائلات “المنكوبة” أوفي علاقة بالنهوض بالوضع الصحي العام في المؤسسات الاستشفائية بولايات الشمال الغربي، كانت “زائفة ولم يتحقق منها شيء”.

يشار إلى أن رئيس مجلس نواب الشعب راشد الخريجي الغنّوشي، ترأس الجلسة التي حضرها كلّ من وزير الدولة المكلّف بالنقل واللوجستيك ووزيرة العدل، ووزير الداخلية ووزير الصحة ووزير السياحة والصناعات التقليدية ووزير التجهيز والإسكان ومسؤولون من هذه الوزارات.

يذكر أن حادث انقلاب الحافلة الذي جد يوم الأحد 1 ديسمبر 2019 بوادي عين السنوسي التابعة لمعتمدية عمدون من ولاية باجة، قد خلف 27 قتيلا.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.