خبير في البيداغوجيا الرقمية ينصح الناجحين في الباكالوريا بالتوجه إلى الشعب التي يفرضها مستقبل سوق الشغل

نصح الخبير في البيداغوجيا الرقمية نور الدين بن حميدة، اليوم الثلاثاء، الناجحين في البكالوريا، بالتوجه إلى الشعب التي يفرضها مستقبل سوق الشغل خاصة أن عديد الشهادات العليا صارت غير مجدية وأشبه ما يكون بعملة منقرضة مما يجعل حامليها فريسة لبطالة مزمنة داعيا سلطة الاشراف إلى تهيئة الأرضية الدراسية الملائمة ليحسن الطالب الاختيار وليكون مستقبله المهني واضحا سلفا.

وأفاد الخبير أن هناك عشر وظائف ستشهد طلبا واسعا خلال السنوات القليلة القادمة تتمثل في علم تحليل البيانات، والتّعليم الآلي “المُطَوَّع”، والريادة في إدارة المشاريع، وتطوير وتحليل البرمجيات والتّطبيقات، والاحتراف في المبيعات والتسويق، وتحليل البيانات الضخمة، والتّحويل الرقمي، والتكنولوجيات المستجدة، والتكوير التنظيمي، والخدمات المعلوماتية.

ولفت الخبير إلى أن المهامّ الجديدة التي يفرضها سوق الشغل تتطلب مهارات جديدة تتعلق بمختلف أشكال الكفاءة التكنولوجية التي تشهد طلبا متزايدا فضلا عن التفكير التحليلي والتعلم النشيط، مشددا على أن المهارات “الإنسانية” مثل الإبداع والأصالة والمبادرة والتفكير النقدي والإقناع والتفاوض ستحتفظ بقيمتها أو تزيد، شأنها في ذلك شأن الاهتمام بالتفاصيل والمرونة وحل المشاكل المعقدة والذكاء العاطفي والقيادة والتأثير الاجتماعي.

وبين الخبير أن مهن المستقبل ستتطلب الحاجة إلى التعلم مدى الحياة حيث سيحتاج الموظفون إلى 101 يوم من إعادة التدريب وزيادة المهارات في الفترة حتى عام 2022، وفق تقارير المنتدى الاقتصادي العالمي التي كشفت أنه بحلول عام 2022، من المفترض أن تنمو المهن الناشئة حديثا اليوم من 16% إلى 27% من قاعدة موظفي الشركات الكبرى على مستوى العالم، في حين من المنتظر أن تنخفض أدوار الوظائف المتأثرة حاليا بالتقادم التكنولوجي من 31% إلى 21%.

ودعا الخبير إلى ضرورة تنمية عدد من المهارات الأساسية عبر البرامج التعليمية وبرامج الإعداد للعمل والمتمثلة في التفكير التحليلي والنقدي والقدرة على الابتكار وحل المشاكل المعقدة واستراتيجيات التعليم والتعلم النشيطة والإبداع والأصالة والمبادرة وتحليل وتقييم النظم والذكاء العاطفي والتحلي بالمنطق والقدرة على استنباط الفكرة وحل المشكلات والقيادة والتأثير الاجتماعي والتنسيق وإدارة الوقت.
ودعا الخبير سلطات الإشراف إلى تهيئة الأرضية الدراسية الملائمة ليحسن الطالب الاختيار وليكون مستقبله المهني واضحا سلفا، مشددا على أن تهيئة الأرضية لا يمكن أن يكون ارتجاليا فوريا وإنما هو وليد نظرة استشرافية تتفاعل مع المستجدات لحظة بلحظة ويكون ذلك عبر التغيير المتواصل والتفاعليّي في برامج التعليم أساسا.
يشار الى أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي كانت قد نشرت نسخة رقمية لدليل التوجيه الجامعي لسنة 2020، تستعرض أبرز مراحل عملية التوجيه الجامعي لمساعدة التلاميذ الناجحين في امتحان الباكالوريا لهذه السنة على اختيار الشعب التي يرغبون في الالتحاق بها .
وتحتوي النسخة الرقمية للدليل المنشورة على موقع www.orientation.tn والذي تتم من خلاله، حصريا، عملية التوجيه، على مختلف الشعب والإجازات بمؤسسات التعليم العالي العمومية المبوبة حسب المجالات، إضافة إلى عروض التكوين بمؤسسات التعليم العالي العسكري وعروض التكوين المهني في مستوى مؤهل التقني السامي.
ويمكن للمترشحين لعمليات التوجيه الجامعي، الاطلاع على الجذاذات التعريفية للشعب والإجازات على موقع التوجيه الجامعي www.orientation.tn أو عبر الدليل التفاعلي www.guide-orientation.rnu.tn، وهي جذاذات تقدم لمحة عن التكوين والآفاق العلمية والمهنية والمؤهلات المطلوبة في كل اختصاص.
وللتذكير فقد بلغت نسبة النجاح العامة في الدورة الرئيسية للبكالوريا هذا العام 27.73 بالمائة، فيما بلغ أحسن معدل وطني في الدورة الرئيسية 20.15 بالمائة وكان من نصيب التلميذ المسجل في شعبة الرياضايات بالمعهد النموذجي بالمنستير أحمد قلاقة.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.