بمناسبة العيد الوطني لرومانيا: سفير رومانيا بتونس يوجّه رسالة

 

أعزائي الرومانيين من تونس وفي كل مكان،
بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني لرومانيا، يوم 1 ديسمبر، يسعدني أن أتقدم لكم بأطيب تمنياتي بالصحة والثقة والازدهار لجميع الرومانيين في تونس وفي جميع أنحاء العالم. في هذه السنة الحساسة، سنة 2020، يتم الاحتفال بالعيد الوطني في ظل ظروف خاصة ولهذا السبب بالتحديد أود التأكيد على أهمية التضامن، مع اقتناعي التام بأننا لدينا القدرة على التغلب معًا على هذه الفترة الصعبة.
تستدعي ذكرى العيد الوطني الروماني التعبير عن القيم الأساسية التي تميزنا كأمة، وعن الوحدة الوطنية التي لا تغيب عن الرومانيين في البلاد، في المهجر، ولكن أيضًا في المجمعات التاريخية المحيطة بنا. علاوة على ذلك، يمثل الأول من ديسمبر تطلعات أمتنا إلى دولة قانون قوية وموحدة، قائمة على القوانين والقيم الديمقراطية التي نتقاسمها مع بقية ال 27 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، وطننا المشترك. هذه هي الأسس التي لا غنى عنها والتي من خلالها بدأت رومانيا في رسم مجتمع حديث، شامل، مستدام ومرن.

يمثل العيد الوطني أكثر من لحظة تاريخية، الوحدى الكبرى 1918. إنه رمز لتطلعاتنا المشتركة وقيمنا الثقافية الرومانية. يعتمد المشروع المجتمعي، الذي يلهمنا، على هذه القيم المشتركة، بغض النظر عن الانتماء العرقي أو الجنسي أو الديني. إن التضامن في مواجهة الصعوبات والتعلق بالقيم الديمقراطية الأوروبية، على الرغم من اللحظات التاريخية الصعبة، سمح بتطور خارق على مر التاريخ والعودة إلى نظام ديمقراطي منذ 30 سنة، بعد عدة عقود من الدكتاتورية.
تعتمد بنية الدولة الرومانية الحديثة على تطور دور وصورة رومانيا داخل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي كما ترتكز على تعزيز وتوسيع الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، التعلق العميق بالتعددية واحترام القانون الدولي وتعزيز القيم الديمقراطية.

يذكرنا العيد الوطني لرومانيا بأن العلاقات الروحية تظل الجسر الذي يقربنا من أحبائنا ويذكرنا بقيم الهوية التي تجمعنا أينما كنا، في البلاد، في تونس أو في أي بلد اخر. على الرغم من الوباء العالمي، واصلت سفارة رومانيا في تونس تعزيز تنمية العلاقات الثنائية مع الجمهورية التونسية ودعم الجالية الرومانية.

في بداية سنة 2020، قمنا بتركيز مركز الثقافة والعلوم لرومانيا بتونس وبدأنا دورات اللغة الرومانية بقسم الرومانية بمعهد الحبيب بورقيبة للغات الحية بجامعة تونس المنار بدعم من السيدة فلوريكا ليا فور. وهكذا، ولأول مرة في تاريخ العلاقات الثنائية، يمكن للتونسيين والرومانيين في تونس فهم اللغة والثقافة الرومانية بشكل أفضل من خلال سلسلة من الأنشطة التي يتم تنفيذها بالشراكة مع المؤسسات التونسية والمجتمع المدني.

بالإضافة إلى ذلك، قمنا خلال الأشهر الأولى من السنة بعدة زيارات، بما في ذلك الزيارة التي أداها وفد برلماني روماني مما وسع الحوار الثنائي في مجال التعليم.

منذ بداية الأزمة الصحية، جعلت وزارة الخارجية من أولوياتها ضمان حقوق ودعم الرومانيين في الخارج، سواء المقيمين في دول أخرى أو الذين تواجدوا فيها بصفة مؤقتة. وكانت المهمة الأهم، بالإضافة إلى استمرار النشاط الدبلوماسي، هي تقديم المساعدة القنصلية وتسهيل إعادة الرومانيين الذين وجدوا أنفسهم في وضعيات خاصة، وذلك عبر مدهم بالمعلومات المتعلقة بالإجراءات التي تم اتخاذها من طرف الدول الأخرى، بما في ذلك من وجهة نظر المخاطر والصعوبات المرتبطة بالسفر إلى الخارج.
مع تعكرالوضع الوبائي في بداية هذه السنة، بذلت سفارة رومانيا، ولا سيما القسم القنصلي، جهودًا خاصة لإعادة مواطنيها بأمان إلى الوطن وتقديم الدعم للرومانيين في تونس. بالإضافة إلى ذلك، حددت بعثتنا الدبلوماسية عددًا من الصيدليات والعيادات الطبية في تونس وأنشأت قائمة اسمية مع الطاقم الطبي المستعد لتقديم مساعدة خاصة باللغة الرومانية، سواء لأفراد الجالية الرومانية أو إلى المواطنين الرومانيين المقيميين على التراب التونسي بصفة مؤقتة.
على الرغم من أننا اضطررنا للبقاء معزولين وفي الحجر الصحي، ورغم أن الوضع فرض قيودًا متعددة، استمرت سفارة رومانيا بتونس في تقديم المساعدة القنصلية والإنسانية للرومانيين في تونس. كما واصلنا تطوير العلاقات السياسية، الدبلوماسية والاقتصادية بين رومانيا وتونس من خلال اجتماعات ومشاريع متعددة مع السلطات المركزية والمحلية (وزراء، كتاب دولة، مديرين عاميين، ولاة ورؤساء بلديات).
بالإضافة إلى ذلك، نجحنا في تنظيم التدشين الرسمي لساحة ماريا ملكة رومانيا الواقعة بحي الحدائق أمام القسم القنصلي للسفارة. بعد 102 سنة من الوحدة الكبرى، تظل الشخصية العالمية القوية لماريا ملكة رومانيا مثالاً للشجاعة والتقدم لتاريخ رومانيا، ومن خلال إنشاء هذا الفضاء العام، ستتاح لسكان العاصمة تونس الذين يزورون القسم القنصلي لسفارة رومانيا الفرصة لمعرفة المزيد عن تاريخنا، بهدف التقريب بين الشعبين الروماني والتونسي.
اليوم، بمناسبة العيد الوطني، أود أن أعلن عن بعث الجمعية الثقافية التونسية الرومانية، أول جمعية للرومانيين بتونس الكبرى. تحت اشراف السيدة ناتاليا دولقانيوك، رومانية من بيسارابيا، من أولويات هذه الجمعية تنظيم فعاليات ثقافية (مسرح، موسيقى، عروض للأطفال والكبار) للجالية الرومانية والجمهور التونسي، التعاون مع الجمعيات في رومانيا، تعزيز التبادل الثقافي، المشاركة في البرامج التعليمية، وتنظيم الندوات والمشاريع لتعزيز العلاقات الثنائية.

إن صمود المجتمع يعني أيضًا حماية الآليات الديمقراطية، مهما كانت الصعوبات. في هذا السياق، نؤكد لكم دعم بعثتنا الدبلوماسية الكامل لتنظيم الانتخابات التشريعية في الفترة الممتدة من 5 إلى 6 ديسمبر في سفارة رومانيا في أفضل الظروف.
لقد جلبت لنا سنة 2020 تحديات كبيرة، ولكن مع كل تحد توجد فرص. يعتمد صمود المجتمع الروماني وقيمه على القرارات السياسية، ولكن أيضًا على الممارسات الفردية. يمكن لكل منا أن يكون سفيراً لبلدنا فعلاً وكلمة. وبالتالي، يمكننا المساهمة في تطوير رومانيا وأمتنا، بغض النظر عن أي ركن من العالم نجد أنفسنا فيه. نحن نعيش أوقات صعبة ومن البديهي أن القيم مهمة.
لهذه الأسباب أنا مقتنع بأن لدينا أسبابًا تجعلنا نحتفل بيوم 1 ديسمبر 2020، وهو تضامن روماني أعيد اكتشافه.
عيد ميلاد سعيد لرومانيا! عيد ميلاد سعيد لجميع الرومانيين!

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.