تركزت عناوين الجرائد التونسية الصادرة ، اليوم الاحد ، على انطلاق التفاوض حول تفاصيل مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل للحوار الوطني وفحوى رسالة رئيس الجمهورية بمناسبة العام الجديد التي اثارت الجدل والاسئلة لدى التونسيين .
“الغموض والضبابية يخيمان على ترتيبات الحوار الوطني ….فهل ننجح في تصحيح المسار “؟
(جريدة الصباح)
“رغم قبول رئيس الجمهورية لمبدئي بمبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل من اجل حوار وطني يهدف الى اخراج البلاد من وطأة الازمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تتخبط فيها منذ عدة اشهر الا ان الغموض والضبابية ما يزالان يخيمان على مسار الاعداد والتمهيد للحوار المنشود ”
“ويبدو ان الطريق المؤدي الى حوار جامع توافقي يستجيب لشروط المرحلة وتناقضاتها والاكراهات التي تصاحبها ليست مفروشة بالورود فالصعوبات اوالمعضلات تكمن في التفاصيل ”
“فالمبادرة التي اطلقها الاتحاد العام التونسي للشغل منذ شهر اكتوبر من السنة المنقضية وسلم نسخة منها بصفة رسمية لرئاسة الجمهورية في نهاية شهر نوفمبر اخذت من النقاش والتمحيص والتحليل والاضافة والتعليق حيزا كبيرا من الوقت ومساحات من التناول الاعلامي العميق سواء داخل اطر حوارية حزبية سياسية او من خلال تفاعل المجتمع المدني وشخصيات مستقلة مع فكرة الحوار الوطني في حد ذاتها كمنطلق وركيزة لا كهدف في حد ذاتها .فتعددت الاقتراحات والمبادرات الثانوية لكنها جلها كانت تتقاطع مع مبادرة اتحاد الشغل ولا تناقضه ”
(جريدة الصحافة)
“ان موافقة الرئيس المتاخرة على رعاية مبادرة “الحوار الوطني ” بعد شهر تقريبا من تقديمها من قبل اتحاد الشغل واشتراطه تمثيل الشباب فيها مثل منعرجا خطيرا جديدا لهذه المبادرة خاصة بعد طلب الاتحاد موعدا في الايام القادمة مع رئيس الجمهورية للاستفسار عن الموقف الرسمي من هذه اغلمبادرة وتحديد موعد انطلاقها والاطراف التي ستشاربك فيها واليات تنفيذها ومتابعة مخرجاتها ”
“فصحيح ان موافقة رئيس الجمهورية على تبنيه مبادرة الاتحاد كان خبرا سارا للجميع مع بداية حلول السنة الادارية الجديدة 2021 ولقى ترحيبا من كافة الاطراف والجهات الا انها اثارت في نفسه عديد التساؤلات حول اشتراط رئيس الجمهورية تمثيل الشباب في هذا الحوار السياسي بامتياز والذي كان من المنتظر ان يشمل اغلب الاحزاب السياسية وكبرى المنظمات الوطنية والهيئات ”
“ان اعلان الرئيس لتشريك الشباب في الحومار الوطني الذي دعا اليه اتحاد الشغل بعد شهر من التفكير وعدم الحسم في القبول من عدمه فتح وابلا من الاسئلة والتي تدور مجملها حول كيفية مشاركة الشباب ومن هم هؤلاء الشباب هل هم شباب الاحزاب السياسية ام شباب الجهات من مكونات المجتمع المدني” ؟
“ونعتقد ان الجلسة المقبلة بين رئيس الجمهورية قيس سعيد وقيادة الاتحاد العام التونسي لشغل ستكون حاسمة خاصة في علاقة بضبط المعايير التي تم ضبطها لاختيار ممثلي الشباب في الحوار الوطني والاطراف الرئيسية التي ستشارك في هذا الحوار لتبقى كل السيناريوهات واردة امام نجاح هذا الحوار وهي سيتم توفير الاليات الضرورية لنجاح مشاوراته بمختلف مراحلها المتنوعة والمختلفة من حيث الاهداف والبرامج خاصة مع تعدد الجهات والاطراف التي من المنتظر ان تشارك فيه كالاحزاب السياسية والمنظمات الوطنية عل غرار الاتحاد العام التونسي للشغل وغيرها من المنظمات الاخرى”.
البلاد لا تحتاج صواريخ الرئيس …تحتاج مصالحة وانقاذا
(جريدة الشروق)
“في كل مرة يتدخل رئيس الدولة ويلقي خطابا اوكلمة مرتجلة الا ويفجر الكثير من الالغام ويخلف الكثير من الجدل والاسئلة الحائرة لدى التونسيين …فمرة يحدثنا عن متامرين في الغرف المظلمة ..ومرة يحدثنا عن متواطئين من الداخل مع ارهابيين في الخارج يهددون امن البلاد والعباد ..ومرة يحدثنا عن صواريخ جاهزة للاطلاق على منصاتها ..ومرة يوجه سهامه صوب حركة النهضة وقيادتها ومرة يوجهها صوب حزب قلب تونس ورئيسه …ومرة يفتح النار على الفساد والمفسدين ..وفي الفترة الاخيرة غير التكتيك ليوجه سهامه صوب ما يسميه “المنظومة القديمة ” .
” اما ان رئيس الدولة يبحث عن شماعة يعلق عليها فشل المنظومة الجديدة التي ينتمي اليها …وهذا خطا لان التشخيص الصحيح هو بداية العلاج الناجع ؟
” واما ان الرئيس يقر بعبقرية “المنظومة القديمة ” التي تحكم من خارج الحكم وتسير البلاد عكس ما تريده المنظومة الجديدة الممسكة بكل دواليب الحكم وهذا اقرار بالفشل والخراب واضحة والمسؤوليات واضحة …..كما انه اقرار بجدارة مثل هذه المنظومة بتسلم مقاليد الحكم ان كانت تمتلك هذه القدرات الفائقة ” .
“واما ان يكشف رئيس الدولة كل الاوراق نهائيا ويعزى المتامرين والفاسدين و” فيروسات ” المنظومة القديمة ويفتح الطريق لمحاسبة قضائية عادلة تضع كل طرف امام مسؤولياته “.
“لقد كنا ننتظر من رئيس الدولة ان يلعب على توفير الارضية الملائمة لتجميع كل العائلات والالوان السياسية ..وان يعبىء كل الطاقات حول خطة انقاذ وطني شاملة تفضي الى انقاذ البلاد والعباد من كارثة تكاد تعصف بالجميع …ولانزال ننتظر منه ان يكون بناءا وايجابيا وان يطوي صفحة التامر والتناحر والتنافر وان يفتح صفحة لمعالجة وطنية حقيقية تعبىء كل الطاقات والكفاءات والموارد وراء خطة وطنية للانقاذ …وهي خطوة تضغط بشدة ويكاد وقت الاقدام عليها ينفد …واذا حل الطوفان فانه لن يفرق بين متامرين فاسدين ومنظومة قديمة ومنظومة جديدة وبين شعب تائه غارق في مشاكله وماسيه اليومية وسوف يغرق الجميع “.
)جريدة الصباح)
“لم تخرج رسالة رئيس الجمهورية للتونهسيين بمناسبة العام الجديد عن مختلف رسائله السابقة منذ دخوله قصر قرطاج ‘قبل اكثر من عام ويبدو ان سعيد مصر على الوفاء لخطابه شكلا ومضمونا بما يجعله وللاسف يمضي دون ان يترك اثرا في المتلقي ”
“الاكيد ان سعيد لم يجانب الصواب في تشخيصه وتقييمه للسنة المنقضية التي لم تكن هينة على تونس ولا على اي بلد اخر في العالم امام تعقيدات الازمات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والافلاس الوشيك للدولة في ظل جائحة كورونا …وهو تشخيص لا يختلف بشانه اثنان وقد كان احرى برئيس الجمهورية ان يكون اكثر واقعية وبراغماتية في الحديث عن البدائل المتاحة وحتى غير المتاحة لاخراج تونس من النفق المظلم ومخاطبة التونسيين بلغة يمكن ان تعزز ثقة التونسيين وتشحذ الهمم لكسب رهان الافضل ”
“وعندما يصر رئيس الجمهورية على اتهام اطراف باجهاض اتفاقات سعى اليها ابرمتها تونس مع بلدان اخرى فانه وللاسف لا يسىء الى نفسه فحسب وانما يسىء الى رئاسة الجمهورية وربما كان يتعين اما الكشف عن تلك الاطراف اوالعمل في صمت الى ان تتوفر له كل المعلومات لاسقاط الاقنعة التي تتخفى حولها ….ولو ان خطاب رئيس الجمهورية في الساعات الفاصلة بين سنة تمضي واخرى صدرت عن مفكر مستقل او زعيم حزب سياسي او معارض لكانت رسالة انسانية معبرة وجميلة في عباراتها ولكن الامر مختلف عندما يتعلق برئاسة الجمهورية ”
“تونس تنزف وجراحها تزداد عمقا وتحتاج لمن يبلسم الجراح برؤية مختلفة وبمشروع وطني ورؤية استراتيجية للمستقبل لا تقبل الفشل ” .