أكّد رئيس الجمهوريّة قيس سعيّد اليوم الأربعاء 3 فيفري 2021 أن اليمين الدستوريّة ليست مجرّد اجراء عادي، ويجب البحث في رمزيّة هذا اليمين في القرآن قبل المرور الى الاجراءات المستحيلة التي لا تنطبق سوى على القانون الاداري مشدّدا أنه ليس المتسبب في هذا الوضع وأنه مستعد لكل الحلول بخصوص المسائل التي يمكن التحاور بشأنها.
وأشار سعيد خلال استقباله الامين العام لاتحاد الشغل نور الدين الطبوبي أنه لا يزال ثابتا على موقفه الرافض للتحوير الوزاري مشددا على انه لن يتراجع عن مبادئه.
واعتبر سعيّد أنه ليس المتسبّب في الوضع الذي وصلوا اليه اليوم وانّما تسبّب به “المناورون” الذين يسعون الى خلق توازنات جديدة صلب الحكومة مبنيّة أساسا على التحالفات السياسيّة وليست على آداء الوزراء مشدّدا أنه منذ توليه هذا المنصب تمحورت كافة المشاورات على تشكيل حكومة أو طريقة اسقاط حكومة.
كما أكّد سعيّد أن اليمين الدستوريّة ليست مجرّد اجراء شكلي والا لكان المرور على السراط و نطق الشهادتين مجرّد اجراءات شكليّة أيضا.
وجدّد قيس سعيّد في كلمته رفضه لمسألة التحوير الوزاري مشيرا في ذات السياق أنه مستعدّ للتحاور بخصوص المسائل التي يمكن التحاور بشأنها شرط أن لا تمسّ من مبادئه.
وفي ما يلي كلمة قيس سعيّد:”نجتمع اليوم لايجاد حل لهذا الوضع الذي لم أتسبب فيه …بل تسبب فيه المناورون ..وكنت تحدثت في كثير من المناسبات عن المناورات ومحاولات الاقصاء ومحاولة ترتيب توازنات جديدة في الحكومة لا بناء على الاداء وانما بناء على التحالفات التي تمت في السابق ..هم لا يعرفون المواقف الوطنية التاريخية ..اقف الى جانب الشعب والى جانب البؤساء والفقراء من الشعب الذي يزداد بؤسا وفقرا كل يوم”.
واضاف”للاسف لم ينتبهوا الى ان القضايا ليست هي التي طرحوها خلال كل هذه الاشهر ومنذ ان دخلت الى هذا المكان واُبتليت به والمشاورات مستمرة إما من أجل تشكيل حكومة أو من أجل الاطاحة بحكومة أو لادخال تحويرات عليها ..ما عليهم الا ان يحترموا تعهداتهم وأيمانهم ان كانوا صادقين …البعض يعتبر اليمين الدستورية مجرد اجراء وحتى المرور على الصراط يوم القيامة يمكن ان يعتبروه مجرد اجراء وحتى النطق بالشهادتين يمكن ان يعتبروه مجرد اجراء ..يستلهمون بعض الحلول الفقهية وما هم بفقهاء من القانون الاداري وليس من القانون الدستوري ويتحدثون عن الايمان”.
وتابع سعيّد :” ذكّرني موقفهم بموقف ابن القارح في رسالة الغفران لابي العلاء المعري “ستِّ إن أعياك أمري فاحمليني زقفونه”..قيل ما معنى زقفونة ..قال أن يحمله على ظهره فضربه ضربة دخل بها الجنة ..هذه المرة يريدون ان يضربوا ضربة يدخلون بها الى باردو أو الى القصبة”.
وواصل” نحن مستعدون لكل الحلول ولكني لست مستعدا على الاطلاق للتراجع عن المبادئ ..أقسمت امام الله بأن احترم الدستور ووضعت يدي على المصحف الكريم ولينظروا في طبيعة اليمين في القراَن وفي الاسلام قبل ان يبحثوا عن الاجراءات المستحيلة التي لا تطبق الا في القانون الاداري لا في القانون الدستوري …تعهدت امام الله وامام شعبي ان اكون في خدمته ولن اكون في خدمة اي كان من هؤلاء الذين يسعون للاطاحة بالدولة”.
وختم سعيّد قائلا”مستعد للحوار في المسائل التي يمكن ان اتحاور فيها ولكني لست مستعدا للحوار مع من نهبوا الشعب على مدى عقود ..بالامس شباب تظهر عليه لا ملامح الفقر وانما ملامح الجوع ..فقّروه وسلبوا منه احلامه ..طلبة واساتذة وأصحاب شهائد عليا ..تم اقصاء كل هؤلاء في حين انهم يمثلون الثروة الحقيقية للبلاد ..البلاد ثروتها الشباب “.