شركة فسفاط قفصة تضبط إستراتيجية لإنعاش صادرات الفسفاط التونسي نحو أسواق آسيوية وأخرى أوروبية


تتّجه شركة فسفاط قفصة، في الفترة المتبقية من العام 2022، نحو التركيز على إستعادة حرفائها وأسواقها التقليديين في السوق العالمية للفسفاط، من خلال إستراتيجية تروم تزويد عدّة حرفاء من آسيا وأوروبا، على وجه الخصوص، بالفسفاط التونسي، وذلك بعد أكثر من 10 سنوات من توقّف الصادرات التونسية من الفسفاط نحو هؤلاء الحرفاء.

وقال مصدر مسؤول بهذه الشركة المُختصّة في إستخراج وإنتاج الفسفاط لوكالة تونس إفريقيا للأنباء “إنّ العمل صلب هذه الشركة سيتركّز خلال الفترة المقبلة على إنعاش الصادرات التونسية من مادّة الفسفاط التجاري، ضمن خطّة تُغطّي الفترة المُتبقية من العام 2022 تتضمّن ضخّ ما لا يقلّ عن 300 ألف طنّ من هذه المادّة نحو أسواق أوروبية وآسيوية”.

وتستعدّ الشركة، في هذا السياق، لشحن نحو 50 ألف طنّ من الفسفاط التجاري نحو حرفاء من فرنسا، والبرازيل، وتركيا، من بين مُصنّعي الأسمدة الكيميائية من القطاعين العام والخاص بهذه البلدان، وذلك قبل نهاية الشهر الجاري، بعد أن كانت الشركة قد زوّدت ذات الحريف الفرنسي في بداية العام الجاري بكمّيات من الفسفاط، وهو من الحرفاء التقليديين الذين خسرتهم تونس في السنوات الأخيرة بسبب تهاوي الإنتاج الوطني من مادّة الفسفاط إلى أقلّ من 4 مليون طنّ السنّة، مقابل 8 ملايين طنّ سنة 2010.

ولفت هذا المسؤول إلى أنّ التوجّه نحو التركيز على إستعادة حرفاء تونس التقليديين خاصّة في السوق العالمية للفسفاط يأتي بعد أن توفّقت شركة فسفاط قفصة في إمداد حرفائها المحلّيين من مُصنّعي الأسمدة، وهم المجمع الكيميائي التونسي والشركة التونسية الهندية لصنع الأسمدة، بمخزون هامّ من الفسفاط التجاري يسمح لهم بالنشاط وبتصنيع الأسمدة الكيميائية لمدّة أشهر وبشكل متواصل، من ذلك مثلا أن مخزون المجمع الكيميائي إرتفع حاليا إلى 720 ألف طنّا، وهو المخزون الأعلى منذ سنة 2011، ويناهز مستوى مخزون سنة 2008، على حدّ قوله.

وتتلقى تونس، خلال هذه الفترة، طلبات متزايدة على الفسفاط سيما من فرنسا، والبرازيل، وتركيا، وأندونيسيا، وباكستان، وإعتبر ذات المسؤول، في هذا السياق، أن نوعية وخصائص ومزايا الفسفاط التونسي الّذي يعدّ “الأفضل عالميا” على مستوى الإستعمال المباشر لأغراض فلاحية دون الحاجة إلى تحويله إلى أسمدة، كلّها عوامل سوف تساعد شركة فسفاط قفصة على تنفيذ إستراتيجيتها بخصوص إستعادة حرفائها التقليديين، وبالتالي إنعاش الصادرات التونسية من الفسفاط.

وأفاد بأن مفاوضات جارية حاليا مع حرفاء من أندونيسيا من أجل شراء كمّيات كبيرة من الفسفاط التونسي، قائلا إن “المفاوضات بلغت مرحلة البحث في رزنامة إمداد هذا البلد بكمّيات من الفسفاط، وكذلك في نوعية الفسفاط الذي يريده حرفاء أندونيسا”، مضيفا أن مفاوضات أخرى انطلقت مع حرفاء من باكستان من أجل التزوّد بالفسفاط التونسي.

ويتزامن تنامي الطلبات على الفسفاط التونسي مع ما تشهده أسعار مادّتي الفسفاط والأسمدة من ارتفاع لافت في الأسواق العالمية، بما من شأنه أن يدعّم عائدات البلاد من العملة الصعبة، ويُحسّن التوازنات المالية لشركة فسفاط قفصة التي عانت وعلى مرّ السنين الماضية من “إنخرام” جرّاء تراجع الإنتاج الوطني من مادّة الفسفاط ومبيعاته محلّيا وعالميا.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.