وزارة المرأة تنظم ندوة علميّة حول دور الكتاب في فك العزلة عن المسن

نظّمت وزارة الأسرة والمرأة والطّفولة وكبار السّنّ، مساء أمس الاثنين، ندوة علميّة تحت عنوان “مسنّ زاده الكتاب: معالجة العزلة الاجتماعيّة بواسطة المطالعة”، ضمن فعاليّات الدّورة 38 لمعرض تونس الدّولي للكتاب تحت شعار ” امض أبعد ممّا ترى عيناك… وفي يديْك كتاب”.

وخصّصت هذه النّدوة، حسب بلاغ صادر عن الوزارة مساء الاثنين، إلى تعزيز حضور كبار السَنَ في الأنشطة الفكريَة والتذكير بقيمة المطالعة كنشاط تحفيزي وذهني، علاوة على طرح مسألة العزلة الاجتماعيّة لكبار السّنّ وكيفيّة معالجتها بواسطة المطالعة.

وأكّدت مديرة إدارة كبار السن بوزارة الأسرة إيمان بالشّيخ، خلال النّدوة، أنّ للمطالعة دور إيجابي على صحّة كبار السّنّ وفي وقايتهم من العزلة الاجتماعيّة وأن مرحلة الشّيخوخة ليست محطّة العجز والانسحاب من الحياة الاجتماعيّة وإنّما هي مرحلة النّشاط وإثراء الزّاد المعرفي، لافتة إلى جهود الوزارة في دعم مشاركة كبار السّنّ في الحياة العامّة الاقتصاديّة والتّرفيهيّة وفي الشّأن العامّ والشّأن المحلّي، من خلال إعداد الاستراتيجية الوطنية لكبار السن 2022-2030.

وتطرّق أستاذ علم اجتماع بكليّة العلوم الانسانيّة والاجتماعيّة بتونس، صلاح الدّين بن فرج، في مداخلة حول “أثر المطالعة في دعم الرّوابط الاجتماعيّة لدى كبار السّنّ” إلى تداعيات العزلة الاجتماعيّة ومؤشّراتها ونتائجها ومظاهر الاكتئاب لدى كبار السّنّ ومخاطره في ظلّ مظاهر الفردانيّة والأنانيّة المتزايدة في المجتمعات الحديثة موضّحا أن المطالعة بأشكالها الفرديّة أو المشتركة تعتبر أنسب السّبل الوقائيّة والعلاجيّة لمثل هذه الظواهر الاجتماعيّة اللاّوظيفيّة على مستوى ترميم الرّوابط الاجتماعيّة بين كبار السنّ ومحيطهم الذّاتي أو المشترك وتجديد حيويّتها .

وبيّنت سندس بكّار طبيبة مختصّة في طبّ الشّيخوخة بمستشفى محمود الماطري بأريانة في مداخلة حول “تأثير القراءة على صحّة كبار السّنّ” أنّ عديد الدراسات أثبتت أن القراءة طريقة علاجيَة غير دوائيَة تُؤثّر ايجابا على صحّة كبار السن، وتسهم في تحسين الانتباه والتّركيز لدى كبار السّن وفي تنشيط الذّاكرة والوقاية من مرض الزهايمر، كما تُحسّن الوظائف المعرفيّة المشاركة في الخرف وتُقلّل من التّوتّر وتُحسّن النّوم وتُساعد في محاربة الاكتئاب والعزلة، وتُقلّل من معدّل ضربات القلب وتُخفّض ضغط الدّم والعضلات وتُساهم في التّمتّع بصحّة جيّدة.

وتمّ بالمناسبة، فتح حلقة نقاش، اثثها عدد من المتقاعدين وممثلين عن الجمعيات الناشطة في مجال كبار السن حول أهميّة القراءة ودورها في معالجة العزلة الاجتماعية، حيث تم التأكيد على أهمية القراءة في علاج المسنَ.

وعلى صعيد آخر، نظمت الوزارة في إطار فعاليّات الدّورة 38 لمعرض تونس الدّولي للكتاب، ورشتين خاصّتين بالقصّة المصوّرة لفائدة الأطفال وتنمية المهارات القياديّة لدى الطّفل، تهدف الأولى إلى تعزيز القدرات على توظيف أدوات المطالعة الرّقميّة من خلال إعداد بطاقات ثلاثية الأبعاد واستثمارها في إنتاج قصص مصوّرة جاذبة للأطفال، وخصصَت إلى ترغيب الطفل في المطالعة وتنمية الجانب المهاراتي لديه عبر التلوين والقص َوالتلصيق، علاوة على تجسيد مشهد قصة “جميلة والوحش” وعرض لقصة “علاء والمصباح السحري.”

أما الورشة الثانية فخصّصت لتنمية المهارات القياديّة لدى الطّفل وتعزيز قدراته في مجال المطالعة وتثمين المهارات التقنية والفنية وتطوير الزَاد اللَغوي والمعرفي لديه، علاوة على اكساب الطَفل وعيا بجدوى الكتاب وبأهميته من أجل المحافظة عليه

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.