وجه عدد كبير من المواطنين العالقين بمناطق الببوش والمريج والتباينية من معتمدية عين دراهم، وفي الطريق الرابطة بين عين دراهم وفرنانة، في تصريحات لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، نداءات استغاثة، وذلك بغاية إنقاذهم وتخليصهم من كميات الثلوج التي تحاصرهم، والتي حالت دون قدرتهم على العودة إلى الفنادق أو مقرات سكناهم بعدد من ولايات الجمهورية، وتوفير الأغطية والأطعمة والوقود لتزويد وسائل نقلهم.
وعبر بعض ممن تحدثوا ل”وات”، عن “استيائهم” لعدم تلقيهم تحذيرات مسبقة من المصالح المختصة، وعدم قدرة معدات اللجنة الجهويـة لمجابهة الكوارث العاملة على الميدان على الوصول لإنقاذهم من الوحل الذي عطل حركة وسائل نقلهم منذ ساعات، على حد تعبيرهم، وعدم جاهزيتها لاستخدام الملح لتذويب الثلوج ومساعدة العالقين على الخروج ومغادرة الطرق التي تراكمت فيها كميات كبيرة من الثلوج.
وأكد سائق حافلة قادمة من ولاية سيدي بوزيد أنه عالق منذ أكثر من سبع ساعات صحبة ما يفوق أربعين طفلا قرب قرية الببوش بمعتمدية عين دراهم، معبرا في ذات الوقت عن انشغاله الشديد حيال الأطفال الذين طالهم البرد والخوف، بحسب تعبيره.
وقال زهير الأسود، عامل بالخارج، الذي جاء من سوسة في إطار رحلة ترفيهية صحبة أفراد عائلته الخمسة، إنه عالق منذ ساعات، وإنه تمكن من إنقاذ أطفاله الأربعة عن طريق عدد من متساكني الجهة.
من جهته أكد وائل العرفاوي، أحد متساكني مدينة عين دراهم، أن مئات الحافلات لازالت إلى حد ليلة اليوم عالقة قرب المركب الرياضي الدولي بعين دراهم وعشرات السيارات بمنطقة التباينية ومثيلاتها بمنطقة عين بمورشان، مضيفا أن كاسحات الثلوج لم تتمكن من الوصول إلى عدد كبير من العالقين، وذلك بسبب نزول كميات كبيرة من الثلوج.
وأفاد محمد أشرف الدبوسي، الناشط بالمجتمع المدني، بأن ضخامة عدد السيارات، وضيق الطريق الوطنية رقم 17، حالا دون قدرة الآلات الكاسحة على القيام بدورها في الوقت المناسب، مضيفا أن الوضع تأزم إلى درجة يتوقع معها أن يبيت المئات خارج المنازل، وذلك لامتلاء مراكز الإيواء، أو عدم القدرة على الوصول إليها، وبعد المساكن التي يمكن أن تساعد على الإيواء.
بالمقابل، عبرت إلهام الحبيبي، عن ارتياحها لما أبداه أهالي عين دراهم من تضامن وما قدموه من مساعدة لعدد من العالقين، موضحة أن عائلتها وزعت بين أسر بمدينة عين دراهم، فيما فضل عدد آخر من مرافقيها في الرحلة القاعة الرياضية كمركز إيواء لقضاء هذه الليلة.
وكانت اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث قد فتحت مساء اليوم الأحد أربعة مراكز لإيواء العائلات العالقة التي تمكنت فرق الإنقاذ من تخليصها من الثلوج، فيما لازالت كاسحات الثلوج تواصل فتح الطريق الموصل إلى عدد من العالقين البعيدين نسبيا عن مدينة عين دراهم، وخاصة بمنطقتي الببوش والمريج.
أفاد المستشار المكلف بالإعلام برئاسة الحكومة، مفدي المسدي،
يذكر أن مفدي المسدي، المستشار الإعلامي برئاسة الحكومة، قد أفاد “وات”، بأن رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، كلف لدى إشرافه، مساء الأحد، على اجتماع للجنة المكلفة بمتابعة الوضع (المناخي) بولاية جندوبة اليوم الأحد، كلا من وزير التجهيز، ووزير الدفاع الوطني، وكاتب الدولة للتجارة، بالتحول لمدينة عين دراهم غدا الاثنين.
وأوضح أنه تم إجلاء أغلب المواطنين العالقين بالطريق الوطنية رقم 17 الرابطة بين جندوبة وعين دراهم، لاسيما المصطحبين للنساء والأطفال، مضيفا أنه تم نقلهم إلى أكثر من 10 مراكز إيواء تتوفر فيها ظروف الإقامة والرعاية اللازمة لقضاء ليلتهم.
وقال المسدي إن اللجنة المكلفة بمتابعة الوضع بولاية جندوبة، التي انعقدت منذ الساعة السادسة مساء بقصر الحكومة بالقصبة، بحضور كافة المتدخلين في الشأن، دعت المواطنين إلى عدم التوجه نحو مدينة عين دراهم، مذكرا، في هذا السياق، بأن ولاية جندوبة ووزارة التجهيز والإسكان ومصالح الرصد الجوي كانت قد بثت بلاغات لها منذ الساعة الواحدة من بعد ظهر الأحد، حذرت فيها المواطنين من سوء الأحوال الجوية.