“تعزيز العلاقات التونسية الإيطالية وبحث فرص الإستثمار المتاحة بين البلدين، إلى جانب تباحث مسألة الهجرة السرية ومكافحة آفة الإرهاب والوضع في ليبيا”، تلك هي أبرز محاور زيارة الدولة التي أداها رئيس الجمهورية، الباجي قايد السبسي، إلى إيطاليا يومي 8 و9 فيفري 2017.
وأكد وزير الشؤون الخارجية، خميس الجهيناوي في تصريح إعلامي عقب إمضاء عدد من الإتفاقيات، أن هذه الزيارة كانت “متميزة وناجحة على كافة المستويات” كما مكنت من تناول عديد القضايا المتعلقة بالأمن والوضع الإقليمي والوضع في ليبيا وآليات دعم إيطاليا للمبادر ة التي أطلقتها تونس مع الجزائر ومصر “لمساعدة الليبيين على إيجاد حل سلمي يجمع كل الليبيين، مهما كانت اختلافاتهم”.
وتم أمس الخميس، بمناسبة هذه الزيارة، إمضاء عدد من الإتفاقيات التي تتعلق بميادين السياحة والطاقة والتربية والتعليم والتكوين والنقل الدولي والتنمية والصحة والبحث العلمي والنقل والسياحة، فضلا عن إمضاء بيان مشترك من قبل الجهيناوي ونظيره الإيطالي، انجيلينو ألفانو، تضمن خطة طريق في كل المجالات السياسية والتعاون والهجرة والإستثمار والشباب.
وقد أجرى رئيس الدولة محادثات مع رئيس إيطاليا سيرجيو ماتاريلا ورئيس الحكومة باولو جنتيلوني، إلى جانب لقاءات مع كبار المسؤولين الإيطاليين. كما توجه قايد السبسي بكلمة أمام أعضاء مجلس الشيوخ، أكد فيها بالخصوص أنه “لا يوجد بلد في مأمن من الإرهاب الذي يتطلب وضع استراتيجية تعاون جماعية، أوروبية إفريقية، من شأنها أن تكفل تحقيق أفضل النتائج في مجال مكافحة هذه الآفة”، مذكرا بأن “تونس سيطرت على الوضع سنة 2016، ولَم تشهد عمليات إرهابية”.
وحول مسألة الهجرة، قال رئيس الجمهورية إنها “مسألة معقدة ولا يمكن معالجة تدفّق الهجرة غير الشرعية، إلا باعتماد استراتيجية جماعية شاملة تعالج المسألة من كل نواحيها”.
كما عقد الباجي قايد السبسي في اليوم الثاني من الزيارة، لقاء مع رجال أعمال إيطاليين وتونسيين وممثلي منظمتي الأعراف بالبلدين، طرحوا خلاله شواغلهم واستفساراتهم حول مناخ الإستثمار في تونس وما تقدمه من ميزات استثمارية تفاضلية.
ودعا رئيس الدولة بالمناسبة إلى ضرورة إنجاز وعود الإستثمار والعمل على تطبيق الإتفاقيات الموجودة بين الطرفين، إلى جانب دعوة السياح الإيطاليين إلى الإقبال على الوجهة التونسية.
وكان له أيضا لقاء جمعه بأفراد الجالية التونسية بإيطاليا، دعاهم فيه بالخصوص إلى “إعلاء صورة تونس ودعم إشعاعها في إيطاليا والمحافظة على السمعة الطيبة للجالية”. ولاحظ أن اجتماعا حول ملف المفقودين قد برمج بالعاصمة الإيطالية روما، يوم 23 فيفري 2017، بين اللجنة التونسية لمتابعة ملف المفقودين في إيطاليا والمفوض العام لشؤون المفقودين بوزارة الداخلية الإيطالية، لمتابعة هذا الملف.
وتناولت مداخلات أعضاء الجالية مواضيع تتعلق بالخصوص بتسهيل الإجراءات المتصلة باستخراج الوثائق الإدارية والحالة المدنية بتونس وتجديد وثائق السفر والخدمات الإدارية القنصلية. كما دعا بعض أفراد الجالية إلى تبسيط اجراءات بعث المشاريع للباعثين التونسيين المقيمين بالخارج.