أكد الناطق الرسمي باسم حركة نداء تونس منجي الحرباوي، أن وفدا من نواب الحركة، التقى رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي اليوم الأربعاء، “لتوضيح بعض المواقف”، في إشارة إلى الخلافات التي تشق قيادة حركة نداء تونس في الفترة الأخيرة .
وأضاف الحرباوي، في تصريح أدلى به ل(وات)، أن رئيس الجمهورية أكد خلال هذا اللقاء “أنه لم يصدر أوامره لأي من الأطراف المتصارعة داخل حركة نداء تونس أو بين الحركة والحكومة، نافيا ما تتداوله بعض الأطراف بأنها تطبق أوامر وتوصيات رئيس الجمهورية”.
وأوضح في نفس السياق، أن أطرافا داخل حركة نداء تونس تعمل وفق مصالحها وإنحرفت عن المواقف الرسمية التي إتخذتها قيادة الحزب، مؤكدا أن التصريحات الأخيرة لرئيس كتلة الحركة سفيان طوبال والتدوينة التي نشرها أمس الثلاثاء القيادي بالحزب عبد الرؤوف الخماسي على “الفايسبوك” لا تمثل موقف الحزب الرسمي.
وأفاد الحرباوي، بأن الوفد الذي إلتقى رئيس الجمهورية ضم بالإضافة إليه كلا من النواب لمياء المليح وشاكر العيادي ولطفي النابلي، مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية ملم بما يحدث داخل حركة نداء تونس.
يذكر أن الهيئة السياسية لحركة نداء تونس المجتمعة مساء أول أمس الإثنين في مقر الحزب بضاحية قمرت، دعت إلى “الاستقرار السياسي ضمانا لدحر الإرهاب”، وفق ما صرح به ل (وات) رئيس الكتلة النيابية للحركة وعضو الهيئة السياسية الأمين المكلف بالهياكل سفيان طوبال.
وأضاف طوبال في تصريحه، أن الهيئة السياسية للحركة دعت في إجتماعها القوى السياسية والمنظمات الوطنية إلى تكريس مبدأ الوحدة الوطنية، بعد العملية الإرهابية الأخيرة التي جدت يوم الأحد الفارط في عين سلطان بجندوبة، وأسفرت عن استشهاد ستة من أعوان الحرس الوطني، مذكرا بأن هذا الإجتماع الذي كان بدعوة من ثلثي أعضائها، يمثل عودة لنشاطها بعد 16 شهرا من التوقف.
وردا على هذا الاجتماع الذي لم يحضره عدد من قيادات حركة نداء تونس، بما في ذلك المدير التنفيذي للحزب حافظ قايد السبسي، أكد منجي الحرباوي في تصريح إعلامي باسم الحزب، “أن التصريحات التي صدرت بخصوص إجتماع الهيئة السياسية للحزب، ليست سوى أراء شخصية لا تلزم إلا أصحابها، وخاصة فيما يتصل بالمسائل الوطنية الكبرى المتعلقة بالحكومة”، مذكرا بأن حركة نداء تونس “ما تزال متمسكة بموقفها المتعلق بضرورة رحيل حكومة يوسف الشاهد” .
من جهته، قال القيادي بالحركة خالد شوكات في تصريحات إعلامية، “إنه لا وجود لهيكل إسمه الهيئة السياسية داخل حركة نداء تونس”.
أما القيادي بالحركة عبد الرؤوف الخماسي، فقد نشر تدوينة على “الفايسبوك” أمس الثلاثاء، شدد فيها على ضرورة “تقويم المسار القيادي الذي جر الحزب إلى وضعية مزرية بقيادة فردية غريبة عن التقاليد التي أرساها المؤسس الباجي قايد السبسي على قاعدة استيعاب كل الاّراء والإقتراحات والإختلافات”.
كما دعا في تدوينته إلى “تقييم الفترة المنقضية بإيجابياتها وسلبياتها في الحزب والحكم، خاصة وأنه لا مجال للشك في أن الحزب قد إنهزم في الإنتخابات البلدية، لا بالصندوق الذي أعطاه مرتبة متقدمة، بل باختيارات القيادة الفردية التي حرمت الندائيين من أكثر من رئيس 70 بلدية”، وفق تقديره، متسائلا عن أحقية دعوة قيادة الحزب إلى إسقاط حكومة يرأسها أحد أبناء الحركة (يوسف الشاهد).
يذكر أن رئيس الحكومة يوسف الشاهد، كان إتهم المدير التنفيذي لحركة نداء تونس حافظ قايد السبسي ب “تدمير الحزب”، في كلمة تلفزية توجّه بها الى التونسيين مساء يوم 29 ماي الفارط، ملاحظا أنّ الأزمة السياسية التي انطلقت من داخل الحركة، إنتشرت لتشمل مختلف مؤسسات الدولة، قائلا: “إنّ حافظ قايد السبسي والمحيطين به قد دمروا الحزب”، داعيا إلى ضرورة تصحيح مسار الحزب.