الأزمة في ليبيا تعصف باقتصاد تونس

ألقت الحرب الأهلية الدائرة في ليبيا بضلالها على العلاقات الإقتصادية التونسية اللّيبية، متسببة في توقف المبادلات التجارية بين البلدين وتعطل مصالح رجال الأعمال وتضرّر العديد من القطاعات كالسياحة، كما تهدد بموجة بطالة عالية

الأزمة في ليبيا تعصف باقتصاد تونس

 
 

ألقت الحرب الأهلية الدائرة في ليبيا بضلالها على العلاقات الإقتصادية التونسية اللّيبية، متسببة في توقف المبادلات التجارية بين البلدين وتعطل مصالح رجال الأعمال وتضرّر العديد من القطاعات كالسياحة، كما تهدد بموجة بطالة عالية…

 

ولا توجد إحصاءات دقيقة عن حجم الخسائر التي تكبدها الجانب التونسي منذ اندلاع الأزمة. لكن علي الذوادي مدير مكتب الغرفة التونسية الليبية بتونس أكد لنا أنّ قيمة الصادرات التونسية إلى ليبيا تقدّر بحوالي 1000 مليون دينار سنويا.

 

ولحسر قيمة النقص في الأرباح خلال شهر واحد، يقول هذا المصدر "إذا وزعنا قيمة الصادرات إلى ليبيا على 12 شهرا، فإن معدل الصادرات في الشهر يقدر بنحو 100 مليون دينار".

 

ويقول مدير الغرفة التونسية الليبية إنّ هناك حوالي 1200 مؤسسة تونسية تصدر إلى ليبيا، مشيرا إلى أنّ قاعدة عريضة من المؤسسات تقوم بتصدير منتوجات من الصناعات التقليدية.

 

ويضيف "هناك العديد من المؤسسات العائلية الصغرى التي  تضرّرت بسبب الأزمة، لكونها تصدّر منتوجاتها الحرفية كالفخار إلى ليبيا دون غيرها من الأسواق".

 

أمّا على مستوى الواردات، فأكد مصدرنا أنّ الاضطراب الأمني بليبيا أوقف حركة الاستيراد، مشيرا أنّ الكثير من احتياجات المصانع التونسية من المواد البتروكيمياوية والمواد الأولية الأخرى يقع توريدها من ليبيا.

 

ويشار إلى أنّ قيمة الواردات التونسية من الجماهيرية الليبية قد بلغت العام الماضي حوالي 406 مليون دينار، وهي تتكون أساسا من منتوجات طاقية كالبترول.

 

ومن ناحية الاستثمارات التونسية، يبلغ عدد المصانع التونسية في ليبيا حوالي 40 مؤسسة، أغلبها تنشط في قطاع المقاولات العامة والبناء والصناعات الغذائية…

 

ويقول علي الذوادي "الأزمة في ليبيا لها انعكاس سلبي على الاستثمارات التونسية"، مشيرا إلى أنّ العديد من المصانع قد توقف نشاطها بالكامل. ولا توجد أرقام واضحة عن قيمة الاستثمارات التونسية في ليبيا.

 

ومن بين المجموعات التونسية الكبرى المستثمرة في ليبيا مجموعة "بولينا" ومجموعة "سلامة" ومجموعة "الحمروني"…

 

علما أنّه في اطار التعاون التونسي الليبي كان هناك توجه صناعي مشترك، دفع بتونس للاستثمار في طاقات إنتاجية إضافية موجهة خصيصا للسوق الليبية، التي أصبحت حاليا غير آمنة.

 

ويقدم الذوادي أحد الأمثلة عن هذه الاستثمارات كمصانع الأجر ذات التكلفة الطاقية المرتفعة بالبلاد، موضحا أنّ هناك العديد من المصانع التي ركزت وحداتها بليبيا للاستفادة من انخفاض أسعار المحروقات هناك.

 

من جانب آخر، عرج الذوادي على تأثر قطاع السياحة بالأزمة الليبية، قائلا إنّ تونس تستقطب حوالي 1,5 مليون ليبي سنويا، أغلبهم يتوافدون على السياحة الصحية كالمصحات والمستشفيات.

 

بالمقابل، أكد على أنّ الحرب الأهلية سيكون لها تداعيات خطيرة على اقتصاد ليبيا، التي تستقطب هي الأخرى حوالي 1,5 مليون تونسي، يذهبون للتبضع. ويقول "هناك أسواق عديدة في طرابلس أصبحت تعاني من كساد تجاري حاد".

 

ويقول "علاقتنا بالسوق الليبية متشابكة ومصالحنا واحدة والأزمة لها انعكاس سيء على الاقتصاد الليبي"، مشيرا إلى وجود عدّة استثمارات ليبية في تونس.

 

ويشار إلى أنّ الغرفة التونسية الليبية ستنظم يوم الثلاثاء 15 مارس 2011 على الساعة 10 صباحا بمقر الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة جلسة عمل مع المستثمرين التونسيين وممثلي الشركات التونسية في ليبيا وممثلي بعض الوزارات (التجارة، الشؤون الاجتماعية، الصناعة) إضافة إلى ممثل عن مركز النهوض بالصادرات، وذلك لبحث الأضرار التي لحقت بمؤسساتهم بسبب الأزمة في ليبيا والمطالبة بمساندتهم في هذا الظرف الاستشنائي الخطير، الذي جاء أعقاب ثورة تونس.

 

خ ب ب

 

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.