تحديات قطاع النسيج التونسي

يبدو ان متاعب المهنيين التونسيين في قطاع النسيج لن تنتهي. وقد بدا مردود هؤلاء المهنيين في مجال الملابس الجاهزة ( دجينز قمصان وانوع اخرى من الملابس) جيدا حتى الان بعد ان كنا نتوقع ان يحل بهم نوع من “تسونامي” اثر تفكيك الاتفاقيات المتعددة الالياف التي تحمي القطاع سنة 2005. وكان …..

10:11 20/10/2007

أبو سارة

يبدو ان متاعب المهنيين التونسيين في قطاع النسيج لن تنتهي. وقد بدا مردود هؤلاء المهنيين في مجال الملابس الجاهزة ( دجينز قمصان وانوع اخرى من الملابس) جيدا حتى الان بعد ان كنا نتوقع ان يحل بهم نوع من “تسونامي” اثر تفكيك الاتفاقيات المتعددة الالياف التي تحمي القطاع سنة 2005. وكان لهؤلاء المهنيين بالتاكيد، شرف الصمود، وللسنة الثانية على التوالي، امام المنافسة الاسياوية. لذ توفقت تونس الى استعادة مرتبتها الخامسة كمزود للاتحاد الاوروبي سنة 2007.

 

ويعود الفضل في تحقيق هذا الانجاز الهام الى تموقع المهنيين في قطاع النسيج التونسيين في مجال المجموعات الصغيرة ( المسالك القصيرة) والانتاج ذو الجودة. بيد انه رغم هذا الاداء الطيب، فان القول بان كل شيئ على ما يرام، مازال امرا بعيد المنال.

 

وسيكون المختصون التونسيون في النسيج، سنة 2008، ازاء توجهات كبيرة. ولعل ما هو قادم بصفة مستعجلة يتمثل في، الغاء العمل بنظام الحصص لتوريد النسيج الصيني نحو الاتحاد الاوروبي، بداية من غرة جانفي 2008، وما يصاحب ذلك من احتداد للمنافسة بالنسبة لقطاع النسيج والملابس التونسي.

 

وسيعوض هذا النظام على المستوى الاوروبي بمراقبة بسيطة ومشتركة لثمانية (8) اصناف من المنتوجات. القمصان القطنية والكنزات والسراويل والقمصان الرجالية والفساتين وحملات الصدر والمفروشات وخيوط الكتان او “الرامي”.

 

أما التحدي الثاني فيتمثل في القرار الذي اتخذته المفوضية الاوروبية ، منذ سنة 2006، والمتمثل في ارساء مواصفة “صنع في “. وهو اجراء يرمي الى فرض وضع العلامة المنشأ ” صنع في ” عند توريد منتجات النسيج.

 

ويوشك هذا الاجراء على اعاقة عملية تمركز علامات تجارية شهيرة مثل “لاكوست” و “بينيتون”
وغيرها في تونس…هذه العلامات لا ترغب في ان يعرف المستهلكون ان منتوجاتهم تصنع في “الجنان الجبائية”، او بصفة محتشمة في بلدان اخرى.

 

ونفس الشيء ينطبق على مركزيات الشراء والفضاءات التجارية الكبرى التي تتزود من منتجات النسيج في بلدان جنوب المتوسط باسعار تنافسية قبل ان تضع عليها علاماتها الخاصة بها. هؤلاء العمالقة في مجال التوزيع يوشكون ايضا على التاثر.

 

وعلى المدى البعيد، وكما شخص ذلك مختصان هنديان في مجال النسيج ، السيد ماتيفانان وبهاسكار، اللذين شاركا مؤخرا في ايام المؤسسة المنتظمة تحت شعار ” المؤسسة المغاربية والاسياوية: تحديات وفرص ” فان ما يميز قطاع النسيج المغاربي هو امكانية تموقع افضل من خلال الاستثمار في ما يسمى “بالنسيج التقني” .

 

وهذا يعني كل المنتجات “غير المنسوجة “، أي كل نسيج يكون فيه الجانب التقني هاما وذو خصائص ميكانيكية وكيميائية وفيزيائية- كيميائية وله تطبيق تقني.

ويتكون هذا الصنف من النسيج من الياف تسمى تقنية لها خصائص معنية لتطبيقة محددة او عدة تطبيقات محددة بدقة (مقاوم للنار له صلابة ميكانيكية، ينقل الكهرباء، ضد الحقل المغناطيسي، حامي، عازل، مقاوم لعمليات القطع، منسوجات ذكية…). وبصفة عامة، فانه من الحتمي ان يستجيب هذا النوع من النسيج الى كراس شروط صارم يفرضه الحريف، ويتطابق مع المواصفات المحددة.

 

وعلى سبيل الذكر على الحصر، لنا ان نذكر المنسوجات الكربونية او الزجاجية في مكونات الدرّاجة الهوائية، قصبة الصيد، مضرب كرة التنس، وغيرها. اقمشة ، حبال،.. (البوليستار والبوليبروبيلان) او غيرها من الالياف ذات القدرة الفائقة على المقاومة: وكذلك في مجالات الرياضات والترفيه، مظلات القفز من الطائرات، البناء، الوسائد الهوائية للسيارات، حزام الامان، غطاء الشاحنات، وغيرها.و….: صدريات مقاومة للرصاص والقفازات للحماية من الحرارة وخيوط الصنارة للصيد والحبال وخيط الحياكة وغيرها.

 

وتتجه هذه النوعيات من النسيج الى التطور. وقد كانت في العادة توضع تحت نسيج اخر، وها هي الان تخرج من الظل لبعض التطبيقات في التزويق والملابس، وهي قطاعات تستعمل حاليا المعدن (على غرار المعدن غير القابل للتاكسد “اينوكس” او النحاس )، او العاكس للضوء ، والذي يكون مصدرا للضوء وغيرها….

 

كما تجدر الاشارة الى بروز نوعيات من النسيج الذكي: لاستقبال الارساليات القصيرة على كم السترة ، او قميص يقوم ببث الدفئ في الجسد ، او يقوم بانعاشك لتشعر بالبرودة ، شاشة من النسيج…

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.