تونس- ثلاث وزراء في زامة بحثا عن أنموذج لتنمية بديلة

انتظمت ندوة جهوية يوم الخميس 16 جوان 2011 حول “المرأة في القطب الأثري بزامة : محرك للتنمية المحلية”في إطار تنفيذ برنامج “المرأة، ثقافة المواطنة والديمقراطية” بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجيا بسليانة وأدى كل من وزيرة شؤون المرأة ليليا العبيدي و وزير الثقافة عز الدين باش شاوش ووزير السياحة المهدي حواص زيارة ميدانية …



تونس- ثلاث وزراء في زامة بحثا عن أنموذج لتنمية بديلة

 

انتظمت ندوة جهوية يوم الخميس 16 جوان 2011 حول "المرأة في القطب الأثري بزامة  : محرك للتنمية المحلية"في إطار تنفيذ برنامج "المرأة، ثقافة المواطنة والديمقراطية" بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجيا بسليانة  وأدى كل من وزيرة شؤون المرأة ليليا العبيدي و وزير الثقافة عز الدين باش شاوش ووزير السياحة المهدي حواص زيارة ميدانية لمنطقة جامة الأثرية لإطلاق مشروع "جامة قطب اثري و تنموي" لصالح المنطقة وبالتعاون مع العديد من الوزارات المتداخلة و كذلك تدشين جمعية "دار زامة حنبعل".


وافتتح الندوة الجهوية والي سليانة السيد منصف الخميري مرحبا بالسادة الوزراء ومبرزا ما تتمتع به الجهة من موارد وثروات طبيعية تخول لها الارتقاء و النمو والتوجه نحو الأفضل في إطار التنموية الجهوية و مؤكدا إن ولاية سليانة تتمتع بموقع جغرافي استراتيجي هام إذ تتوسط خمس ولايات (باجة، الكاف، قصرين، القيروان وزغوان ) و تمثل نقطة عبور بين الشمال الغربي و الوسط والساحل و تحتوي على مناطق متنوعة ز غطاء غابي متنوع ومخزون اثري شاهد على عدة حضارات .

مشيرا انه برغم ما تشهده المنطقة من مخزون اثري و مناظر طبيعية خلابة و خصوصيات تنبع من صميم العادات والتقاليد التونسية فإنها لم تستطع إلى حد اليوم جلب السائحين الذي يعزز تواجدهم العجلة الاقتصادية بالجهة و يساهم في خلق ديناميكية كبيرة على المستوى المحلي و الجهوي رغم توافدهم إلى مناطق قريبة من سليانة مثل دقة وسبيطلة والقيروان.


وفي إطار الندوة تدخل وزير الثقافة عز الدين باش شاوش بعد كلمة والي الجهة مشيرا إلى أهمية البرنامج الوطني للتنمية التراثية والسياحية بولاية سليانة التي تجمع كل من جامة و مكثر وكسرى والكريب مضيفا أن تدخل وزارة الثقافة سوف يشمل إحياء المواقع الأثرية من خلال التوسع في الحفريات والترميم لجعل الموقع قادرا على استقطاب الزائرين ومؤكدا أن نسق توسيع الحفريات سوف يرتفع لإبراز وحدة أثرية متكاملة صالحة للزيارة و تسمح بتشغيل العديد من العمال في التنقيب والدعم والترميم والإحياء كما ستوفر فرصا للتخصص في البناء و نحت الحجارة.

كما أشار وزير الثقافة انه سوف يتم بناء متحف دعما لقدرات الموقع في استقطاب الزائرين سيعرض فيه القطع الأثرية الهامة والمستخرجة من الموقع والمتأتية من منطقته حتى تعكس ثراء الجهة الأثري مشيرا إلى  أن هذه التظاهرة هي بمثابة إشارة انطلاق للقطب الأثري والتنموي الذي يقطع مع المقاربات التقليدية للتنمية واعتبرها تجربة نموذجية تستشرف أفاق جديدة وتقوم على تثمين ماهو محلي حيث سيسهم في إحداث مناطق شغل جديدة واستعادة ريف الجهة مجده وعنفوانه التاريخي.

مؤكدا ضرورة أن تندرج سليانة في المسلك السياحي و إعدادها لتكون قطب جديد للسياحة ليس فقط للأجانب إنما للتونسيين من خلال تعزيز و تثمين السياحة الداخلية المحلية.

كما وجه الوزير كلمة لشباب المنطقة مؤكدا انه يعتز بكونه في ولاية سليانة باعتبارها مكان يسبق الحضارة منذ القديم من القرن 4 قبل المسيح و هذا الاعتزاز يبعث الأمل لإحياء الأرض مؤكدا أن قضية البطالة والفقر والمشاكل في المنطقة ستزول وهي أنية وليست دائمة و أضاف انه سوف يخصص مبلغ قدره 5الاف دينار دعم من وزارة الثقافة لفائدة جمعية زاما.

كما عرج على دور المرأة في الارتقاء بالمجتمع واعتبر أن ليست الثقافة وحدها محرك للتنمية أنما كذلك المرأة لها دور فعال في ذلك خصوص لدور المرأة في القطب التنموي بجامة مؤكدا انه سوف يتم تكوين أدلة للسياحة في المنطقة من النسوة .

 

في الأثناء تدخلت وزيرة شؤون المرأة ليليا العبيدي مشيرة إلى دور الثقافة في تحقيق التنمية الشاملة بالجهة و كذلك دور المرأة في تعزيز مسار التنمية و ذلك من خلال تثقيفها والحرص على جعلها تواكب التطور الاجتماعي باعتبارها نصف المجتمع


و أكدت دور جمعية دار زامة حنبعل في تأهيل نساء العصاميات و الكبار في السن و حاملي الشهادات العليا في المنطقة حيث يتضمن المركز عدة حرف من شانها الارتقاء بمكانتها في الجهة ولتدفع بالتنمية الاقتصادية والاستقلالية الاقتصادية باعتبار ان التنمية المحلية مرتبطة ارتباط وثيق بالتنمية البشرية.

كما شارت الوزيرة انه فد تم تدخل العديد من الوزارات مثل وزارة التربية ووزارة الفلاحة و البيئة لتنمية المنطقة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية و ذلك من خلال إحداث دار زامة للتكوين وتسويق المنتوج الحرفي وتجهيزه لفائدة حفريات المنطقة وإحداث جمعية تنموية نسائية بالمنطقة تعنى بتاطير وتكوين الحرفيات والفلاحات فنيا وتقنيا و تطوير كفاءات المرأة في مجال التصرف في القروض والاستجابة للاحتياجات الصحية للأسر منطقة زاما وإحداث قسم تحضيري وتدعيم توفير نادي الإعلامية بالمدارس وبعث فضاء للتنشيط التربوي والاجتماعي.

كما أشارت انه تم تهيئة 3 مدارس و توفير إطار مختصة للتدريس التزمت به وزارة التربية في هذا البرنامج.

و كان من المتوقع حضور وزير النقل والتجهيز ياسين إبراهيم فحضر مكانه السيد الياس الجريبي ممثل عن الوزارة مشيرا أن دور وزارة النقل مرتبط بوزارة الفلاحة حيث سيتم تهذيب قرية جامة و إعادة تعبيد الطرقات الرابطة بين جامة وسليانة وإصلاح المسالك الفلاحية حتى يتسنى نقل التلاميذ إلى المدارس بواسطة نقل ريفي.


كما تدخلت السيدة فوزية الحاجي ممثلة لوزارة الفلاحة مؤكدة انه من أولويات الوزارة بعث مشاريع لتزويد المنطقة بالمياه الصالحة للشراب وتكوين عنصر خصوصي لإدماج المرأة الريفية من خلال الإرشاد الفلاحي و النهوض بالمشاريع الصغرى مع إمكانية إحداث خزان ماء لتعزيز المناطق الخضراء بالجهة و المساهمة في التنمية السياحية البيئية وإحداث محطات إستراتيجية.

وجاء متأخرا تدخل المهدي حواص وزير  التجارة والسياحة والنهوض بالصناعات التقليدية بسبب انشغاله بإعمال الوزارة مؤكدا أن تدخل الوزارة سوف ينطلق من بناء وحدة للصناعات التقليدية وقاعة عرض بجانب القرية إلى جانب بناء منازل صغيرة لتوفير الإقامة للزائرين العرضيين.

وعلى اثر انتهاء الندوة الجهوية تمت زيارة الموقع من قبل الوزراء وتدشين مقر مركز "دار زامة حنبعل" و اكتشاف منتوجات المنطقة من "عسل" و "مرمز" و "حبوب".

 

رحمة الشارني

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.