مقطع من روائع محمود درويش

لم يسألوا: ماذا وراء الموت؟ كانوا يحفظون خريطة الفردوس أكثرَ من كتاب الأرض،
يُشغلُهُمْ سؤالٌ آخر: ماذا سنفعلُ قبل هذا الموت؟



مقطع من روائع محمود درويش

 

لم يسألوا: ماذا وراء الموت؟ كانوا يحفظون خريطة الفردوس أكثرَ من كتاب الأرض،

 يُشغلُهُمْ سؤالٌ آخر: ماذا سنفعلُ قبل هذا الموت؟

 قرب حياتنا نحيا، ولا نحيا.

كأنّ حياتنا حصصٌ من الصحراء

 مُختَلَفٌ عليها بين آلهة العِقار،

ونحن جيرانُ الغبار الغابرون.

حياتنا عبءٌ على ليل المؤرّخ

: "كلّما أخفيتُهم طلعوا عليّ من الغياب"…

حياتنا عبءٌ على الرسّام:

 "أرسُمُهمْ، فأصبحُ واحداً منهم، ويحجبني الضباب".

حياتنا عبءٌ على الجنرال:

 "كيف يسيلُ من شبح دم؟"

وحياتنا هي أن نكون كما نريد.

نريد أن نحيا قليلاً،

لا لشيء… بل لنحترمَ القيامة بعد هذا الموت.

واقتبسوا، بلا قصدٍ كلامَ الفيلسوف:

"الموت لا يعني لنا شيئاً.

نكون فلا يكون. الموت لا يعني لنا شيئاً.

يكون فلا نكون"

ورتّبوا أحلامهمْ بطريقةٍ أخرى.

وناموا واقفين

)ديوان لا تعتذر عما فعلت (

 

 

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.