ثورة 14 تموز – جويلية 1958 في العراق

في التاريخ العربي الحديث محطات تميزت بأهميتها القصوى وبتأثيرها الكبير على المنطقة وعلى العالم أيضا…وقد رصدنا في تتبعنا لها حدوث عدد هام منها في أشهر الصيف جوان وجويلية وأوت وأحيانا في سبتمبر…فمن هزيمة جوان 1967 إلى ثورة الضباط الأحرار في مصر في 23 جويلية 1952 إلى انقلاب القذافي في سبتمبر 1969 نجد من …



صيف عربي ساخن – ثورة 14 تموز – جويلية 1958 في العراق

 

في التاريخ العربي الحديث محطات تميزت بأهميتها القصوى وبتأثيرها الكبير على المنطقة وعلى العالم أيضا…وقد رصدنا في تتبعنا لها حدوث عدد هام منها في أشهر الصيف جوان وجويلية وأوت وأحيانا في سبتمبر…فمن هزيمة جوان 1967 إلى ثورة الضباط الأحرار في مصر في 23 جويلية 1952 إلى انقلاب القذافي في سبتمبر 1969 نجد من الأحداث ما يشد الاهتمام وما يستوجب إعادة النظر وإعادة التذكير بهذه اللحظات المحورية في منطقتنا …

وفي المقال الأول اليوم نعود إلى لحظات ثورة 14 تموز – جويلية في العراق التي جاءت بعبد السلام عارف و بعبد الكريم قاسم إلى الحكم قيل أم يستفرد به قاسم لوحده ويصفي رفاق الثورة وهو السيناريو الذي سنراه يتكرر مرارا…

هي ثورة 14 تموز 1958 وتعرف أيضا بحركة أو انقلاب 14 تموز 1958، التي أطاحت بالمملكة العراقية حيث كان الملك فيصل الثاني ملكاًَ على العراق وقد اختلف المؤرخون في تقييم نظام الحكم الملكي كما اختلفوا في تسمية الحركة ما بين الانقلاب والثورة.

تم إعلان قيام الجمهورية العراقية وانتهاء حقبة العهد الملكي من خلال البيان الأول للحركة والذي أذاعه عبد السلام عارف من دار الإذاعة، وذلك بعد نجاحه في قلب نظام الحكم بالسيطرة على القيادة العامة للجيش ودار الإذاعة ومجمع بدالة الهاتف المركزي، من خلال قطاعات اللواء العشرين الذي تحت إمرته، وبمساندة من زملائه أعضاء تنظيم الضباط الوطنيين أو الضباط الأحرار في صباح يوم الاثنين الموافق 14 تموز 1958.

فوجيء المواطنون بإذاعة نشيد الله أكبر الحماسي ثم تلته أناشيد ثورة رشيد عالي الكيلاني : لاحت رؤوس الحراب، وموطني، ثم أهدت أم كلثوم للعراق أنشودة بغداد يا قلعة الأسود، التي كان يمتزج صداها مع أزيز الرصاص ودوي المدافع، وكان صدى تلك الأناشيد الحماسية والثورية والأغاني الوطنية والعربية يتردد في شوارع بغداد وأزقتها، التي تفاعلت مع الحدث، فطغت روح الحماسة الوطنية لدى المواطنين من جميع الشرائح والقطاعات، مشمرين عن سواعدهم في مجاميع هائجة تأييدا وابتهاجا بالحدث الصاعق.

وبعد ذلك قطع البث الإذاعي فجأةً، وأعلن المذيع بأن نبأ هاما سيذاع من محطة دار الإذاعة العراقية من بغداد. وساد صمت مطبق في الأزقة والشوارع المكتظة بالجماهير الهائجة وهم يصغون إلى أجهزة المذياع المنتشرة في المقاهي والأماكن العامة. وبعد دقائق من الانتظار تقطعت فيها أنفاس الناس وهي تنتظر اللحظات الثقيلة التي مرت ببطء. وإذا بدوي صوت جهوري ذو نبرة حماسية يعلن النبأ الهام. إنه البيان الأول للثورة يذيعه العقيد الركن عبد السلام عارف والذي استهلة بآية من القرآن، ثم بدأ بتلاوة البيان الاتي:

البيان رقم واحد

صادر من القائد العام للقوات المسلحة الوطنية

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الشعب الكريم

بعد الإتكال على الله وبمؤازرة المخلصين من أبناء الشعب والقوات الوطنية المسلحة، أقدمنا على تحرير الوطن العزيز من سيطرة الطغمة الفاسدة التي نصبها الاستعمار لحكم الشعب والتلاعب بمقدراته وفي سبيل المنافع الشخصية
إن الجيش منكم وإليكم، وقد قام بما تريدون وأزال الطبقة الباغية التي استهترت بحقوق الشعب، فما عليكم إلا أن تؤازروه. وأعلموا أن الظفر لا يتم إلا بترصينه والمحافظة عليه من مؤامرات الاستعمار وأذنابه وعليه فإننا نوجه إليكم نداءنا للقيام بإخبار السلطات عن كل مفسد ومسيء وخائن لاستئصاله. ونطلب منكم أن تكونوا يداً واحدة للقضاء على هؤلاء والتخلص من شرهم. حركة تموز 1958 أيها المواطنون:

إننا في الوقت الذي فيه نكبر فيكم الروح الوطنية الوثابة والأعمال المجيدة، ندعوكم إلى الإخلاد والسكينة والتمسك بالنظام والتعاون على العمل المثمر في سبيل مصلحة الوطن.

أيها الشعب:

لقد أقسمنا أن نبذل دماءنا بكل عزيز علينا في سبيلكم، فكونوا على ثقة واطمئنان بأننا سنواصل العمل من أجلكم وان الحكم يجب أن يعهد إلى حكومة تنبثق من الشعب وتعمل بوحي منه وهذا لا يتم إلا بتأليف جمهورية شعبية تتمسك بالوحدة العراقية الكاملة وترتبط برباط الأخوة مع الدول العربية والإسلامية وتعمل بمبادئ الأمم المتحدة وتلتزم بالعهود والمواثيق وفق مصلحة الوطن وبقرارات مؤتمر باندونغ. وعليه فإن الحكومة الوطنية تسمى منذ الآن (الجمهورية العراقية).

 

وتلبية لرغبة الشعب فقد عهدنا رئاستها بصورة وقتية إلى مجلس سيادة يتمتع بسلطة رئيس الجمهورية ريثما يتم استفتاء الشعب لانتخاب الرئيس. فالله نسأل أن يوفقنا في أعمالنا لخدمة وطننا العزيز انه سميع مجيب
بغداد، في اليوم السادس والعشرين من شهر ذي الحجة سنة 1377 هجرية، الموافق لليوم الرابع عشر من شهر تموز سنة 1958م.

العقيد الركن عبد السلام محمد عارف

القائد العام للقوات المسلحة الوطنية وكالة

وبعد أن أتم عارف تلاوة البيان انطلقت الجماهير وهي تهتف لقادة الحركة بعد أن أخذت تتعرف عليهم فبدأت الحناجر تهتف " احنه جنودك يإسلام "، وبعد أن تعرفت في نهاية ذلك اليوم التموزي القائض على بقية القادة كالعميد الركن عبد الكريم قاسم وبقية اعضاء تنظيم الضباط الوطنيين فآخذت جموع الجماهير تهتف لهم كما هتفت "للثورة" وللعراق، كما أخذت تهتف للوطن العربي وتطلق شعارات عربية أخرى تّذكر بأمجاد العرب وتنادي بالوحدة مع الاتحاد العربي المسمى الجمهورية العربية المتحدة.

عن موسوعة ويكيبيديا

علي العيدي بن منصور

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.