تونس- لماذا تغيب قوميو “حركة الشعب” عن “الجبهة الشعبية”؟

لوحظ منذ بداية تحركات الجبهة الشعبية الإعلامية منها والشعبية مثل اجتماعها الأحد الماضي بقصر المؤتمرات تغيب أهم فصيل من القوميين ممثلا بحركة الشعب عن الحضور الكامل في هذه الفعاليات حتى وإن تواجد مناضلون وقياديون من الصف الأول…



تونس- لماذا تغيب قوميو “حركة الشعب” عن “الجبهة الشعبية”؟

 

لوحظ منذ بداية تحركات الجبهة الشعبية الإعلامية منها والشعبية مثل اجتماعها الأحد الماضي بقصر المؤتمرات تغيب أهم فصيل من القوميين ممثلا بحركة الشعب عن الحضور الكامل في هذه الفعاليات حتى وإن تواجد مناضلون وقياديون من الصف الأول…

ويوضح التفسير الرسمي أن حركة الشعب, التي كانت جزء من المكونين الأوائل للجبهة وشاركت في اجتماعاتها التمهيدية الأولى كما شاركت في إعداد أرضيتها السياسية, تتبنى مبدئيا فكرة هذا العمل الجبهوي ولكنها بصدد استكمال التشاور داخل هياكلها الوسطى والمحلية من أجل الاتفاق على الالتحاق بالجبهة…

وهذا التفسير لا يجانب الحقيقة حسب مصادرنا في الحركة وهي تشدد على أن حركة الشعب في حد ذاتها نتاج لمسار اتحادي بين تيارات قومية كانت مختلفة وتطلب جمعها وانصهارها في حركة الشعب جهودا ونقاشات مطولة لم تنته إلا منذ مدة قصيرة كما أن الحركة بصدد استكمال هذا البناء الذاتي على المستوى الجهوي والمحلي ومؤتمراته الجهوية والمحلية تتوالى في الآونة الأخيرة ومنها المؤتمر المحلي بمنوبة الذي سينعقد هذا الأسبوع .وانطلاقا من هذه الوضعية التي يصفها البعض داخل الحركة بالهشة فإن القيادات المركزية لا تريد اتخاذ قرار بحجم الانضمام إلى الجبهة الشعبية دون التأكد أولا من قبول قواعده به…

وبخصوص دقة المرحلة وتزايد الاستقطاب في الساحة السياسية وحتمية العمل الجبهوي لكل فصائل اليسار التونسي التي لم تكن نتائجها الانتخابية مؤثرة في الانتخابات الأخيرة فإن قيادة حركة الشعب تقر بذلك وتعترف أن الالتحاق بالعمل الجبهوي سيفرض نفسه اليوم أو غدا ولكنها من الآن نفسه لا تستطيع أن تتجاوز وجود مواقف داخلها ليست على تمام الاقتناع بتجربة العمل اليساري الجبهوي بناء على سوابق في العمل النقابي أو الطلابي لم تعجبها…

وبالرغم من إقرار البعض في الحركة  بأن تردد حركة الشعب يمكن تفهمه نظرا لظروفها الخاصة إلا أن فترة التردد هذه لا يمكن أن تطول بدون نتائج على موقع الحركة في الساحة السياسية وعلى مستقبل تحالفاتها انتخابية كانت سياسية, مثلما يحدث الآن مع ترويج أخبار ملفقة عن وجود اتصالات بين الحركة وبين حركة النهضة . وهذا ما ينفيه القياديون في حركة الشعب بشدة مع الإقرار, مثل الكثير من المتابعين للحراك القومي في تونس , أن من أسباب هذا التردد لحركة الشعب خلفية عدم الاطمئنان جزء من قواعدها لبعض التيارات اليسارية ولطروحاتها المتعلقة خاصة بالهوية والتي قد تحرج الحركة أمام قواعدها…

علي العيدي بن منصور

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.