هل أصبحت المصالح الفرنسية في تونس عرضة للخطر؟

سارعت السلطات الفرنسية بعد التدخل العسكري الذي قامت به في شمال مالي ضدّ من تصفهم بالمتطرفين الإسلاميين إلى دعوة رعاياها في تونس إلى توخي الحذر خوفا من تعرضهم إلى عمليات اختطاف، بعد قيام مقاتلين إسلاميين باختطاف أجانب غربيين في هجوم على حقل للغاز في الجزائر المجاورة



هل أصبحت المصالح الفرنسية في تونس عرضة للخطر؟

 

سارعت السلطات الفرنسية بعد التدخل العسكري الذي قامت به في شمال مالي ضدّ من تصفهم بالمتطرفين الإسلاميين إلى دعوة رعاياها في تونس إلى توخي الحذر خوفا من تعرضهم إلى عمليات اختطاف، بعد قيام مقاتلين إسلاميين باختطاف أجانب غربيين في هجوم على حقل للغاز في الجزائر المجاورة.

 

وحذّرت سلطات فرنسا رعاياها من عدم المخاطرة بالقيام بجولات سياحية في المناطق الصحراوية حتى لا يكونوا عرضة لعمليات خطف محتملة من قبل جماعات إسلامية، انتقاما من العملية العسكرية التي تشنها فرنسا في مالي ضدّ المقاتلين الإسلاميين.

 

وتشهد المصالح الفرنسية في تونس لاسيما السفارة الفرنسية والمعهد الفرنسي وغيرها مراقبة أمنية مشددة خوفا من تعرضها إلى هجمات من قبل أنصار المقاتلين الإسلاميين في مالي وتحديدا أنصار السلفية الجهادية، الذي عبروا عن تضامنهم مع هؤلاء المقاتلين الإسلاميين.

 

وهذه المرة الثانية التي تشهد في المصالح الفرنسية استنفارا أمنيا بعد حادثة اقتحام السفارة الأمريكية من قبل أنصار التيار السلفي احتجاجا منهم على نشر فيلم مسيء للرسول وما عقبها من نشر صور مسيئة للرسول في إحدى "تشارلي إيبدو" إحدى المجلات الفرنسية الساخرة.

 

وأعربت الحكومة التونسية عن قلقها من انعكاسات النزاع في مالي على أمنها وأمن المنطقة ككل، ونددت باحتجاز رهائن أجانب في الجزائر، وذلك في بيان نشر، أمس الخميس، إثر اجتماع بين الرئاسات الثلاث وقيادات الأمن والجيش.

 

ورغم أنها شددت على موقفها ضد التدخل العسكري الأجنبي في مالي ولم تسمح بفتح مجالها الجوي لمرور طائرات مقاتلة فرنسية إلى مالي عكس ما قامت به سلطات الجزائر، إلا أنها أعربت عن تفهمها من قرار مالي "السيادي" في طلب العون من الخارج للدفاع عن أمنها ضدّ المقاتلين الإسلاميين.

 

ودعا القادة السياسيين والأمنيين في تونس إلى رفع درجة اليقظة الأمنية للتصدي إلى كل محاولات التسلل والاعتداءات الإرهابية داخل الأراضي التونسية، وتزامن هذا مع كشف وحدات الأمن أمس الخميس عن مخزن للأسلحة في ولاية مدنين تابع لعناصر ينتمون إلى التيار الجهادي.

 

وكانت السلطات في تونس كشفت منذ أسابيع عن وجود مخططات إرهابية بعد عمليات تسلل واشتباكات مسلحة على حدودها (في القصرين وجندوبة) بين الحرس والجيش من جهة وعناصر إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة من جهة أخرى.

 

واجتمعت قيادات السلطات التونسية والجزائرية والليبية مؤخرا في غدامس الليبية للتشاور بشأن كيفية التنسيق الأمني فيما بينهم من أجل مكافحة الإرهاب الذي يبقى هاجسا كبيرا يؤرق قادة دول شمال إفريقيا في ظل التحولات التي عرفتها المنطقة بسبب الثورات.

 

وتبقى المخاوف من تعرّض المصالح الفرنسية إلى عمليات إرهابية في بلدان شمال المغرب العربي وفي تونس قائمة، وهو ما سيكون له وقع سيء على العلاقات بين البلدين سواء على مستوى قطاع السياحة أو التجارة والاستثمار، علما وأن فرنسا هي الشريك الأول لتونس داخل منطقة الأورو.

 

خ ب ب

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.