الدايمي يرد على عبد الباري عطوان: لن تجد هدايا في غرفتك مجددا..هنيئا لك بضميرك الذي شبع موتا

رد الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية عدنان منصر في تعليق كتبه على صفحته الرسمية على الفيسبوك اليوم الخميس 16 جانفي 2014 على التصريح التلفزي لرئيس التحرير السابق لصحيفة القدس العربي عبد الباري عطوان الذي انتقد فيه الاعلامي رئيس الجمهورية المؤقت،حيث قال عنه أنه لم يكن في مستوى تونس التي قدمت نموذجا في الديمقراطية والتسامح….



رد الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية عدنان منصر في تعليق كتبه على صفحته
الرسمية على الفيسبوك اليوم الخميس 16 جانفي 2014 على التصريح التلفزي لرئيس
التحرير السابق لصحيفة القدس العربي عبد الباري عطوان الذي انتقد فيه الاعلامي رئيس
الجمهورية المؤقت،حيث قال عنه أنه لم يكن في مستوى تونس التي قدمت نموذجا في
الديمقراطية والتسامح.

وفي ما يلي النص الكامل للتعليق الذي كتبه عماد الدايمي:

"البارحة أطل علينا عبد الباري عطوان، محللا للشأن التونسي ومدعيا بمعرفته.
والحقيقة أن ما تابعته، مصادفة، من ذلك البرنامج أكد لي أن معرفة الرجل بتونس
لا تتجاوز معرفة لطفي العبدلي بقضية التبت، أو معرفة معز بن غربية بعلم طبقات
الأرض. لم يستح الرجل، وسمح لنفسه، كما سمح له منشط أحتفظ برأيي حوله، بالولوج
إلى أسماع التونسيين، مثلما سمح لنفسه على مدى سنوات طويلة بالولوغ في عرق كل
الشعوب التي كتب عنها وقبض من حكامها. نعم قبض عبد الباري من القذافي، مثلما
قبض من غير القذافي، وساهم في صنع زعامته الفارغة. قبض من جهات عديدة، وكف قلمه
عنها بحسب ما كانت تدفع، وفي الوقت نفسه كانت "القدس العربي" توهم الناس، من
المحيط إلى الخليج، أن حبرها الأسود أكثر بياضا من الثلج، وأنها إنما بعثت لتتم
مكارم الحرية. في الوقت نفسه كان صاحب امتيازها يقبض حتى ابيضت بشرته وزاد مع
الأيام شبابا ونضارة.

ذهب البعض في محاولته لفهم سر تهجم عبد الباري عطوان على الثورة وعلى الرئاسة
التونسية إلى أن سبب ذلك يعود إلى ورود اسمه في الكتاب الأسود، وهذا جزء من
الحقيقة فحسب. مثل كثير من الأغبياء وبعض حسني النية، كرر عبد الباري مقولة أن
المرزوقي كتب الكتاب، وهذا لا يدل فقط على مستوى ذكاء الرجل المتوسط في أقصى
الحالات، وإنما أيضاً على سوء نيته الظاهر. لا يا عبد الباري، ليس المرزوقي من
كتب الكتاب، وليس هو من حرص على إيراد اسمك ولقبك فيه، بل هي وثائق حول حقائق
لم تنكرها. جاء في الكتاب أنك التزمت لدى زبانية الديكتاتور بعدم إيراد ما يمس
من صورة "تونس بن علي" على صفحات القدس العربي، مقابل أن تسمح السلطات بترويج
الجريدة في تونس. وككل ديكتاتور يملك قدرا محترما من الذكاء فقد تحصل بن علي
وزبانيته على ما أرادوا، فلم تنشر حول استبداد النظام شيئا، وانت "نصير
المظلومين"، ولكن لم يسمح لك بأن تبيع أكثر من مائتي نسخة من جريدتك، فكان
جزاؤك مضاعفا ! عبد الباري: هل جئت لمقابلة أسامة الرمضاني على نفقتك الخاصة أم
على نفقة وكالة الاتصال الخارجي؟ وعندما جئت، ألم تجد بعض الهدايا في غرفتك
بالنزل؟ أسأل فحسب، لأننا في تونس نعرف كرم وكالة الاتصال الخارجي تجاه أمثالك
من باعة الحبر !

هذا جزء فقط من الحقيقة، وليس كلها. هل تذكر يا عبد الباري ذلك المعارض التونسي
المنفي في فرنسا والذي طالما أرسل إليك بمقالاته حول الوضع في تونس ورفضت
باستمرار أن تنشر منها حرفا واحدا؟ هل تذكر المناسبة التي التقاك فيها وسألك عن
سر عدم نشر مقال واحد له في جريدتك "الغراء"؟ هل تذكر بماذا أجبته؟ :" تونس هي
البلد العربي الوحيد الذي أستطيع السفر إليه لقضاء إجازتي"! كان ذلك المعارض هو
نفسه الذي شتمته البارحة، كان المنصف المرزوقي ! هنيئا لك يا عبد الباري بحرية
التونسيين الذين ولغت في دمائهم وقبضت من عرقهم. هنيئا لك بكل هذه الخساسة !
هنيئا لك بضميرك الذي شبع موتا. استفدت من الاستبداد على بعد آلاف الكيلمترات،
واستفدت من الحرية التونسية في عقر دار التونسيين. هذا قدر التونسيين يا عبد
الباري، أن يكونوا كرماء حتى مع اللصوص …

نفهم جيدا الآن يا عبد الباري لم هاجمت الثورة التونسية، فقد قطعت جزءا من رزقك،
قطعته من تونس وقطعته بالتتابع من ليبيا! لن تجد هدايا في غرفتك بالفندق مجددا
يا عبد الباري، فقد ذهب كل ذلك، ولكنك ستجد بعض الحمقى الذين يستضيفونك
ويدخلونك بيوت التونسيين لتشتم ثورتهم، بكل الحرية التي دفعوا من أجلها عرقهم
ودماءهم وأرواحهم… هنيئا لك بصفاقتك يا عبد الباري، وهنيئا لهم بحماقتهم !"

هاجر الكريمي

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.