تونس: برنامج صالح للبلاد والعباد عبر الاحتطاب من الشّمس ليس الاّ ؟

soleil

اثر تمرير قانون الطّاقات المتجدّدة من قبل المجلس الوطني التشريعي مؤجرا ، لا يسعنا إلاّ ان نعرض الورقة الرابحة على الاحزاب الرّاغبة بالفوز في الانتخابات القادمة وذلك بالاعتماد على برنامج طموح لدفع استغلال الطاقة الشّمسيّة المتوفّرة بتدفّق سنوي يعادل 1850 ك واط/ م2 ببلادنا

1- وسرت كهربة في البيت ، على مدى دورة انتخابية (5 سنوات)

برنامج وطني في المتناول يقتضي تجهيز مليوني بيت موزّعة على كامل تراب الجمهورية بلاقطات شمسية اثبتت نجا عتها دون منازع وصار سعرها في المتناول (2500 د/ ك واط قوى قصوى )حيث راج سوقها الى درجة انّه وقع هذه السنة تركيب ما لا يقل عن طاقة استيعاب تفوق 40 مليون كيلو واط ، في العالم ، ليصبح مجموع طاقة الاستيعاب المنشورة والمتناثرة على وجه المعمورة، تفوق 200 مليون ك واط ، مع برامج قادمة من فئة 40 مليون ك واط/ سنة تقريبا.

يتم هذا المشروع خلال الخمس سنوات القادمة – بدءا من 2015 – وذلك بتجهيز 400 الف بيت كل سنة بلاقطات سعة استيعاب 2 ك واط فوق الاسطح تنتج ، حسب اشعاع الشمس فوق سطح ألبيت من 3000 الى 3400 ك واط /ساعة في السنة . مع العلم أن معدّل الاستهلاك السنوي ل 80 في المائة من العائلات التونسية يتراوح ما بين 1500 -2000 ك واط مما يوفر اذا فائضا ذا بال ، يسلّم الى الشركة التونسية المختصّة حسب شروط يتمّ ضبطها في صلب البرنامج وحسب ما نصّ عليه القانون الانف الذكر. ليتحوّل بذلك الكهرباء من خانة المصاريف الى خانة المداخيل مدعما بذلك للمقدرة الشرائية لربّ العائلة….امّا بالنسبة للاقتصاد الوطني فتكون الايجابيات كالتّالي
-أ ) على مستوى ألتّشغيل خلق 7000 موطن شغل قارا سنويا
– ب ) على مستوى الميزان التجاري ، التقليص من العجز الطّاقي وذلك بالتخفيض من وارداتنا من الغاز الطّبيعي ب 200 ألف طن مكافئ نفط في السّنة (200 مليون دولار/سنة)
– ج ) تحقيق نسبة محترمة من استهلاكنا من الكهرباء ، من الطاقات النظيفة،تبلغ فى آخر البرنامج ، 30 في المائة ، نضاهي بها الدول المتقدمة

اذا ايّ برنامج انتخابي يتبنّى هذا المشروع يضمن كسب مليوني صوت

2-وأنزل الكهرباء ، من أسطح النّزل…

يشتكي أصحاب النّزل من شطط فواتير الكهرباء وذلك لطبيعة نشاطهم – اي أن مؤسساتهم يجب ان تعمل مرافقها بأسرها وان كان النّزل مشغول بنسبة واحد في المائة… لذا وجب بعث مشروع وطني ينطلق في 2015 لتجهيز 500 نزل – ذات مساحة أسطح كافية بالطّاقة الفوط وضوئية . برنامج يمكّن 100 نزل في السّنة من تغطية حاجتهم من الكهرباء من فوق اسطحهم. وبذلك تصبح وجهة تونس ذات طابع صديق للبيئة يحبّذه الوافدون… معّدل طاقة استيعاب الكهرباء لهذا المشروع يكون بتجهيز لاقطات ذات طاقة استيعاب 500 الى 1000 ك واط/نزل ، تنتج ، حسب موقع النزل، من 850 ألف الى مليون ونصف ك واط من الكهرباء النظيفة في السنة ، مما يخفف الضغط على الطّلب الوطني في الزمان والمكان المناسبين… ويصبح النّزل منتج ومستهلكا للكهرباء النظيفة …

3- وسرى الماء في الحقول على مدى دورتين انتخابيّتين (10 سنوات)

يمكننا ايضا توظيف الطّاقة الشمسية في شكلها الحراري و المركّز ألمباشر – أو المخزّن في الملح السّائل للاستغلال على مدار السّاعة – دون المرور الى الكهرباء وذلك لتبخير ماء ألبحر. كما يمكننا عصرنه الملّاحات التقليدية على نفس ألشاكلة مماّ يرفع من انتاجيته 6 مرّات ، مع توفير الماء النّاتج عن ذلك…

حرارة الشمس المركزة من على كم2 من أرضنا، بدئا من منطقة النفيضة، تمكّننا من انتاج 60 مليون متر مكعب من الماء الزلال المحلى من مياه البحر…الغاية هنا ، توفير ماء الرّي للفلاحة ذات المردود الضئيل الذي لا يغني ولا يسمن حتى الفلاّحين أنفسهم….مما انجر عنه توريد 70 قي المائة من المواد الاساسية لقوتنا…البرنامج المقترح هو توفيرا مكانية ريي تكميلي شامل لرفع منسوب الهكتار من ماء، كاف لانتاج عادي ، الى حدّ 6000 متر مكعب/هك / السنة على أدنى تقدير. يعمّم هذا البرنامج رويدا رويدا ليشمل 5 ملاين هك من اراضينا القابلة للاستغلال الفلاحي

مثل هذا المشروع يمكن انجازه خلال العشرية 2015-2025 و من نتائجه بعث مليون موطن شغل قار مع توفير الاكتفاء الغذائي وحماية البلاد من زحف الصحراء وتصحر اريافها وتخفيف الضغط العمراني على الشريط الساحلي كل ذلك مع حماية البيئة ودفع النمو الاقتصادي المستدام. تصبح تونس كما كانت عليه خضراء برشاء…

الشّق الأوّل للمشروع (1+2) يقضي على العجز الطّاقي = 2 مليار دينار/ السة ، والشّق الثّاني (3) منه نعوّض منه وارداتنا الغذائية 5 مليار دينار/سنة . وبكليهما ندحض عجز الميزان التّجاري المستشري ،دون هوادة و في تصاعد ،منذ 1960 … نعم الاحتطاب لما لذّ وطاب ونعمة من بيئة من أعزّ الأصحاب…

مع الاسف هذا البرنامج بقي ، الى حد علميي ، يتيما الى الآن رغم الصّخب والازدحام الذي تعجّ به حلبة ” السّاعين الى خدمة الصّالح ألعام ” والله أعلم ؟

الكاتب”محمّد الشّيخ خليفة”خبير في الاقتصاد الشّامل

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.