توجه له بنصيحة: هذا ما قاله “برهان بسيس” لرئيس الحكومة يوسف الشاهد..

borhen-bsayes

نشر الاعلامي برهان بسيس مساء أمس تعلقا على صفحته الرسمية على الفيسبوك توجه من خلاله بنصيحة الى رئيس الحكومة الجديد يوسف الشاهد وفي ما يلي فحواها:

“أمام يوسف الشاهد وحكومته تحديات كبيرة ،هذا عبارة عن وصف الماء بالماء…ما يثير حقا هو منسوب الأدب الفضفاض الساري في محيط تشكيل الحكومة ذاك الذي يشبه تماما المضامين الظريفة للحملات الانتخابية التي تعاقبت على مسامع التوانسة منذ سنوات بدءا بمقاومة الفساد والتهريب وخلق مئات الآلاف من مواطن الشغل ومكافحة الإرهاب وصولا إلى كليات الطب المشعة على كل ربوع الوطن مرورا بالجسر الرابط بين تونس وإيطاليا…..
اتمنى النجاح للشاهد وحكومته فتونس متعطشة لذلك لكن ورطة الكلام الفضفاض وإعادة إنتاج الخطاب الممجوج حول الأولويات..ذاك الذي قالته كل الحكومات وأصبح علامة لفشلها وفشل البلد لا يبعث كثيرا على التفاؤل …الجميع يعلم أن مشاكل البلد أكثر تعقيد من أن تحتويها كليشيهات التشبيب والصدمة وصراع الأجيال تلك العناوين المستوردة من أدب بريد القراء أو التحاليل الكروية ….مشكلة البلد في مصيدة المنظومة التي تورطت فيها منذ 2011 منظومة حكم هجين لا رئاسي لا برلماني …يحكم فيه الجميع ولا أحد يحكم …تذررت فيه سلطة الدولة إلى جزر منفصلة استقلت فيها كل مجموعة بمنطقة نفوذ ……كل سنة ونصف يتكرر نفس المسلسل الهجين أحزاب تبتز السلطة الرمزية للدولة بمقترحات وزراء المحاباة والولاءات في إطار مفاوضة انتزعت شرعيتها من دستور ترضيات ضعيف المستوى منح السلطة كامل السلطة للأحزاب لقيادة المجتمع …..ستجد صديق الأمين العام وزيرا وستتدخل غرفة نوم الزعيم في تحديد مصير إدارة الشأن العام المتأزم و ستكون كلمة ممول الحزب هي العليا ….هكذا إذا…..اذا كان الاستبداد عاجزا عن أن يكون حلا فديمقراطية على هذه الشاكلة هي أعجز وأخطر…..
يوسف الشاهد نصيحتي لك ….تحيل على الأحزاب….تظاهر لهم انك تستشيرهم….سيتظاهرون أمامك انهم يملكون حلولا للوطن وانت تعرف في قرارة نفسك انهم لو كانوا يملكون شيئا عدى اطماعهم لكانوا افادوا به البلد ….أعرف ان الدستور الضعيف يفرض عليك خوض التمرين الممل للاستماع إلى أفكارهم العظيمة حول الوزرات التي يستحقونها …لا بأس تظاهر انك تستمع إليهم ولتتجول بمخيلتك إلى صورة ابنتك الصغيرة و تسريحة شعرها في آخر عيد فطر …..
دعك منهم واستدعي حكماء التخوم …هناك في دواخل تونس …..ثقل البلد ومستقبله….شباب بوزيد والقصرين وقفصة والجنوب والشمال الغربي ….لا تحتقر حكمتهم مثلما فعلنا نحن منذ سنوات …..اعتاد صوتهم أن يصل شهر جانفي بعد فوات الأوان….استبق واجعلهم يتحدثون إليك في أغسطس قبل اندلاع الحريق……”

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.