الموسيقى الصاخبة،القتل،الشذوذ الجنسي.. “عبدة الشيطان” في تونس بين الواقع والأسطورة

satanisme

أثارت حادثة انتحار تلميذة بالغة من العمر 14 سنة جدلا واسعا داخل المجتمع بسبب ترجيح بعض الأطراف انتمائها الى “خلايا عبدة الشيطان” التي تنشط سرا داخل البلاد، علما وأن هذا الموضوع قد طفا على السطح في الآونة الأخيرة بعد حادثة ذبح جندي لطفل الـ4 سنوات.

هذه الحادثة مثلت صيحة فزع داخل الوسط التربوي حيث سارعت وزارة التربية ووزارة الداخلية الى فتح تحقيق للتثبت في احتمال تغلغل ممارسات “عبدة الشيطان”  في الوسط التربوي، الا أن التقرير الأولي للجنة المتابعة المنبثقة عن وزارة التربية أكدت أنه لا وجود لهذه الظاهرة في المؤسسات التربوية مشيرا الى أن انتحار الفتاة كان سببه اضطرابات نفسية.

عاجل: بعد انتحار تلميذة 14 سنة..”المصدر” ينشر نتائج التحقيق في تنظيم “عبدة الشيطان” بمعهد المروج 1

ورغم نفي وزارة التربية الا أن الصحفي ومدير جمعية “ضياء” جمال الدين الحسناوي أكد أن هذه الفتاة تنتمي الى خلية مكونة من 40 شخصا بالمروج يمارسون طقوس “عبدة الشيطان”.

وأكد محدثنا أن الفتاة انتحرت اثر ورود اسمها في القرعة التي تقضي بتضحية أحد الأعضاء بنفسه قربانا للشيطان في سبيل المجموعة، مشيرا الى ان الفتاة كانت من عشاق النمط الموسيقي “الروك” مضيفا أن حسابها الرسمي على موقع التواصل بالفايسبوك وطبيعة منشوراتها تؤكد تبنيها لهذا الفكر.

وأشار الحسناوي الى أن التلاميذ أقاموا مؤخرا حفلا صاخبا مارسوا فيه طقوسهم بجهة فوشانة التابعة لولاية بن عروس.

“المصدر” اتصل أيضا بالاعلامي زياد الهاني الذي أكد بأن أستاذة تعليم ثانوي  أعلمته بالمضوع مشيرا الى أن الأستاذة خائفة من انخراط ابنها في هذا التنظيم.

وأشار محدثنا أن الأستاذة أكدت ملاحظتها لبعض السلوكات والممارسات الغريبة داخل المعهد وهو ما دفعها الى التكلم من أجل التصدي لظاهرة “عبدة الشيطان”.

متى ظهر “عبدة الشيطان” وماهي طقوسهم؟

تختلف المصادر على تحديد أول ظهور لعبدة الشيطان في العالم، فثمة مصادر تشير الى ان اليهودي انطوان لافي هو المؤسس الحقيقي لحركة أو ظاهرة عبدة الشيطان في العالم عام 1966 حيث انتحر مع المئات من أتباعه، وقد اقنعهم بأن ما ينتظرهم من السعادة أعظم بكثير مما يعرفون وكان يردد دائما انه ذاهب ليعربد في جحيم السماء!

وهناك مصادر أخرى تقول ان مفهوم عبدة الشيطان ظهر في اوروبا في القرون الوسطى لكن الشكل التنظيمي لعبادة الشيطان لم يظهر إلا مع اليستر كراولي 1900، ومنذ ذلك الحين وحتى موته 1947، أخذ كراولي ينشر تعاليمه ومبادئه في بلاد عديدة الى ان مات بسبب المخدر. وقد حدد لأتباعه قواعد يتبعونها لاسترضاء الشيطان والاستفادة من السعادة في هذاالعالم، بحيث أباح لهم كل شيء ودعاهم الى السحر والجنس والتضحيات البشرية والحيوانية، وتعاطي المخدرات، وهو يرى أن العالم الآخر لا وجود له، لذا علينا الاستمتاع بهذاالعالم المحسوس بجميع الطرق، وأباح لأتباعه الحق بأن يقتلوا كل من يقف أمام تحقيقهم هذه الرغبات.

وهذا ماجعل أنصاره يسكنون في المقابر والخرائب على اعتبار أن لهم الحق بالسكن أينما يريدون وهم يشربون الدماء، ويأكلون لحوم البشر ويمارسون الجنس بشكل لافت وفي جماعات، بمايعرف بالدعارة الجماعية.
أوصى كراولي بضرورة توريث هذه العبادة ونشرها، خصوصا لدى الشباب الذين يعتبرهم قوة تغيير، ولكن يبدو أنه لم يبق أحد منهم ليبشر بذلك لأن الانتحار كان مآل الكثيرين من هؤلاء، بسبب ادمان المخدرات والكحول والموسيقى الصاخبة التي كانت توصلهم الى حالة من الهستيريا، يصبحون معها مستعدين لفعل أي شيء.

هل يوجد عبدة الشيطان في تونس؟

وحول تواجد هذه المجموعات في تونس وممارسة نشاطها في كنف السرية أكد الباحث في علم الاجتماع جهاد الحاج سالم أن “عبدة الشيطان” في تونس لا تتخطى الثقافة الموسيقية وطريقة اللباس وتبني بعض الرموز.

وأشار الحاج سالم الى ان الشباب في تونس يلتجئ الى مثل هذه النوعية من الأغاني لافراغ الطاقة التي بجسمه والتخلص الشحنة السلبية التي ساهم المجتمع في تكوينها.

ونوه الحاج سالم الى ان المنتمين الى هذم التيارات في تونس غالبا ما يكونون من الطبقة المتوسطة والطبقة المرموقة ويتميزون بدرجة من التميز الفكري للاختلاف والتخلي على ثقافة المجموعة.

اما في ما يخص علاقة تلميذة الـ14 سنة بعبدة الشيطان فقد أكد جهاد الحاج سالم ان الموضوع قد وقع تهويله من طرف الاعلام مشيرا الى ان هذا الموضوع قد أثير سابقا في 2007 و 2009 بحثا عن اثارة الجدل والمواضيع المثيرة وخدمة لأجندات سياسية معينة.

وأشار الحاج سالم أنه لا يجب التعامل مع هذا الموضوع بسطحية خاصة وأن الساحة السياسية غير مستقرة حيث أن اثارة موضوع “عبدة الشيطان” في هذا التوقيت يمكن أن يكون الهدف منه تغطية المواضيع الحقيقية التي تهم المجتمع أو محاولة من طرف بعض الاحزاب لتوجيه الاتهامات لاحزاب أخرى واتهامها بضرب قيم المجتمع اضافة الى محاولتهم لتأليب الرأي العام ضد بعض الأحزاب السياسية.

وأشار الحاج سالم الى أن الفترة الأخيرة شهدت ارتفاعا ملحوظا في عدد حالات الانتحار في الأوساط الشبابية وهو ما يؤكد فشل المجتمع ومؤسسات الدولة بأكملها والسياسات العامة للبلاد.

وأشار الحاج سالم الى ان انتحار فتاة الـ14 سنة يضعنا أمام عدة تساؤلات من ابرزها اين وزارة الصحة ووزارة التربية؟ اين خلايا الانصات بالمؤسسات التربوية؟ .. معتبرا أن هذه المؤسسات يجب أن تكون في خدمة الأفراد لا أن تعلق فشلها على خرافات للتنصل من المسؤولية.

واعتبر الباحث في علم الاجتماع ان مشاكل تونس اعمق من عبدة الشيطان مشيرا الى أنهم بهذه المواضيع يسعون الى تغطية الأزمات الاجتماعية والسياسية ويحاولون اقناع الأفراد بأن المشكل فيهم وليس في شكل الحياة الناتج عن السلطة.

ويذكر أن “المصدر” أكد أن الأسباب الحقيقة لانتحار تلميذة الـ14 سنة هي اضطرابات نفسية بسبب قطع علاقتها مع صديقها.

خاص/بعد الضجة الكبيرة حول عبدة الشيطان..هذه الأسباب الحقيقة لانتحار تلميذة الـ14 سنة بمعهد المروج 1..

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.