تونس : 5 بالمائة فقط من الشباب يقود مؤسسات و23 بالمائة من المؤسسات الجديدة تغلق أبوابها بعد ثلاث سنوات من بعثها

تقارب نسبة الشباب التونسي الذي يقود مؤسسات ويسيرها 5 بالمائة، وتغلق نحو 23 بالمائة من مجموع المؤسسات المحدثة بعد أقل من ثلاث سنوات من انبعاثها وفق المعطيات التي تم تقديمها اليوم الإربعاء، خلال ورشة عمل انتظمت بضاحية قرطاج ببادرة من بالمعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية.

وأفاد مدير قسم الشباب بالمعهد رامي محفوظ، أن محاولات الشباب للاستثمار للحساب الخاص تظل ضعيفة إذ لاتتجاوز نسبة مسيري وقادة المؤسسات الاقتصادية من الشباب 5 بالمائة، مشيرا إلى أن أغلب طالبي الشغل من هذه الفئة يكتفون اليوم بالبحث عن موقع بالوظيفة العمومية وعدم اقتحام مجال ريادة الأعمال.

ولاحظ أن جل الدراسات والمعطيات حول الشباب، تؤكد أن انخراط الشباب في مجال ريادة الاعمال بقي دون المستوى المطلوب، ولا يضاهي الحراك الاجتماعي والسياسي والمعلوماتي الذي فرض التغيير الجذري للواقع الاقتصادي بتونس منذ سنة 2011، مما انعكس سلبا على واقع بعث المؤسسات وريادة الأعمال.

وأشار في هذا الاطار إلى شروع المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية في انجاز دراسة حول “الشباب وريادة الأعمال” بغاية تحديد الصعوبات التي يعاني منها باعثو المشاريع والمسارات الممكن انتهاجها لتجاوز تلك العقبات التي تحول دون اقبال أصحاب الشهائد العليا وذوي الكفاءة على المبادرة الخاصة، واقتراح الآليات الضرورية لتحفيزهم على ريادة الأعمال.

وأكد المدير العام للمعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية ناجي جلول، من جهته أن 23 بالمائة من المؤسسات الجديدة تغلق أبوابها بعد ثلاث سنوات من انبعاثها مشددا على أهمية تجاوز المعوقات المتسببة في ذلك وأهمها مشكل القروض والصفقات العمومية، وتضافر مجهودات الأطراف المتدخلة من مسؤولين سياسيين والاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والمجتمع المدني، للحفاظ على الطاقات الشابة والكفاءات التي تزخر بها البلاد.

ورجح جلول أسباب عزوف الشباب عن ريادة الأعمال إلى غياب ثقافة العمل وروح المبادرة وخلق الثروة، والجرأة، وانعدام ثقافة النجاح وعدم توفر الضمانات التي تخول للشاب الحصول على قرض بنكي وهو الذي يطرح بدورة مشكل الحوكمة والتسيير، حسب تعبيره.

وبينت رئيس مركز القادة الشبان وفاء لعميري أن أبرز عائق يحول دون اقبال الشباب على المبادرة الخاصة، هو انعدام مرافقة المستمثر الشاب اثر بعث مشروعه لضمان ديمومته واستمراريته مبرزة أهمية ايلاء مرحلة ما بعد بعث المشروع الاهمية التي تستحقها سيما أن 80 بالمائة من المشاريع تفشل نظرا لعديد المشاكل التي يواجهها الباعث في ظل غياب المرافقة والتاطير اللازم.

وحثت لعميري في هذا الاطار القائمين على المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية على تكثيف الدراسات الاستراتيجية حول مجال ريادة الأعمال، من أجل تقييم عملي لجدوى البرامج التحفيزية ومدى تأثيرها في دفع الشباب للاستثمار وبعث مشاريعهم في مرحلة أولى، وضبط السياسات العامة حول المبادرة الخاصة وتفعيلها على أرض الواقع في مرحلة ثانية.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.