أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الجمعة 26 جانفي

“تونس .. كثرة الزعامات وضعف الاحزاب” و”ذكرى أول صدام بين الاتحاد والسلطة .. هل يعتبرون؟” و”حول مبادرة الاضراب العام عن الاضرابات” و”ثقافة تعطيل الانتاج” و”قبل أسابيع من انطلاقها .. الانتخابات البلدية اختبار للاحزاب لرئاسية 2019″، مثلت أبرز عناوين الصحف التونسية الصادرة اليوم الجمعة.

تطرقت جريدة (المغرب) في افتتاحيتها اليوم، الى مفارقات الساحة الحزبية في تونس بعد الثورة وذلك البون الشاسع بين عدد الزعامات الطامحة الى أعلى درجات الحكم في البلاد وضعف التنظيمات الحزبية رغم سبع سنوات من النشاط الحر والمفتوح لجميعها مشيرة الى أنه يكفي أن نعلم بأن حزبين النداء والنهضة فقط قد أعلنا نيتهما الترشح في كل الدوائر البلدية (350 بلدية) لنعلم أننا مازلنا نفتقد لتنظيمات سياسية لديها الحضور الشعبي الادنى الذي يسمح لها بلعب الادوار الاولى في الحياة السياسية وبأن تمثل بدائل جدية للاغلبية الحاكمة اليوم.

وأضافت أن ما يزيد في هذه المفارقة هو وجود الحزبين اللذين لديهما الحضور الجماهيري الادنى مع بعضهما في الاغلبية الحاكمة وافتقاد المعارضة -الى حد الان- الى حزب بمثل هذا الثقل معتبرة أنه لا يمكن ربح أي معركة دون استراتيجية جماعية ودون التضحية ببعض الطموحات الشخصية أي عوض أن يؤسس كل “زعيم” حزبا جديدا أن يقبل جلهم بالانخراط في مشروع حزبي مشترك وأن يربطوا طموحهم الشخصي بالقدرة على النجاح الجماعي وأن يقبل بعضهم بالتنازل لبعضهم البعض، وفق ما ورد بالصحيفة.

وسلطت (الصحافة) الضوء على الاحتفال بالذكرى الاربعين لحوادث 1978 تاريخ أول اضراب عام يخوضه الشغالون ضد النظام وتاريخ أول مواجهة دموية سقط فيها ضحايا بالعشرات حيث أمر الرئيس الحبيب بورقيبة ساعتها بانزال الجيش الى الشوارع واطلاق النار عشوائيا وكانت مجزرة بأتم معنى الكلمة في حق من خرجوا للمطالبة بتحسين أوضاعهم وبحقوقهم ونددوا بالسياسة الاقتصادية التي كانت تتخبط بين التجارب الليبرالية والاشتراكية الفاشلة والتي هددت بشكل مباشر وقاس حياة الشغالين وأسرهم.
وأضافت أنه واذ يحيي الشغالون وعموم التونسيين هذه المناسبة فان الاعتبار منها ومن السياقات التي أوصلت البلاد ساعتها الى ذلك الصدام الدموي الاعنف في تاريخ البلاد لا بد أن يكون على قدر المسؤولية وعلى قدر فهم وتحليل الظواهر والاجراءات والقرارات التي يمكن أن تؤدي الى اعادة هذا السيناريو وما قد يترتب عنه من نتائج لا تقدر البلاد على احتمالها ولا حتى على احتمال جزء يسير منها في الوقت الراهن وفي المستقبل.

واهتمت (الشروق) من جانبها، بالمبادرة التي أطلقها الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، ورئيس منظمة الاعراف، سمير ماجول، تحت عنوان “اضراب عام عن الاضرابات” والتي تعني بالاساس احداث ما يشبه “خلية الازمة” أو ما يمكن تسميته ب”الخط الساخن” بين المنظمة الشغيلة ومنظمة الاعراف من أجل التصدي ل”مارطون” الاضرابات الذي استنزف مقدرات الدولة وعطل آلة الانتاج وتسبب في هروب مئات المستثمرين مما يجعل منها بالتالي من حيث توقيتها كما من حيث مدلولاتها خطوة جريئة وذلك لعدة أسباب مبينة أن المبادرة الجديدة لا يمكن أن نعتبرها الا مكسبا وطنيا يضاف الى بقية المكاسب الاخرى بما فيها الحق في الاضراب.

واعتبرت، ذات الصحيفة، في ورقة خاصة أن الانتخابات البلدية القادمة محطة مهمة لكل الاحزاب التونسية سواء التي في السلطة أو في المعارضة حيث أنها ستقدم صورة واقعية عن موازين القوى بعيدا عن تكهنات عمليات سبر الاراء أو التحركات الجماهيرية لبعض الاحزاب الى جانب أنها تعد مناسبة لاختبار طبيعة الساحة السياسية التونسية ومدى قدرتها على استقطاب الناخب التونسي أولا حيث ان عمليات سبر الاراء ترجح أن يكون عدد الممتنعين عن التصويت كبيرا لكن ذلك يظل نسبيا حيث أن الحقيقة لا يمكن اكتشافها الا يوم الانتخابات.
وأضافت أن أهم ما ينتظره التونسيون من الانتخابات البلدية هو تقديم صورة عن الوضع السياسي اليوم بمعنى هل حافظت أحزاب الاغلبية في 2014 على تلك الاغلبية أم أن هناك أحزابا أخرى افتكتها منها وهل أن التصويت الايجابي الذي حصل في 2014 بسبب تجاذبات تلك الفترة سيتواصل في الانتخابات البلدية أم لا؟، حسب ما جاء بالصحيفة.

وتحدثت جريدة (الصباح) في عددها اليوم، عن تعطيل عمل شركة فسفاط قفصة وخسائر ناهزت 2 مليون دينار يوميا بسبب الاحتجاجات في وقت بدأت فيه عجلة الانتاج بالعودة تدريجيا للدوران وان مازالت بعيدة عن المستويات العادية لكنها تظل نقطة ضوء يعول عليها في الرفع من نسب التصدير وتحسين عائدات الدولة من العملة الصعبة الى جانب تواصل توقف الانتاج في معمل الاسمنت الابيض منذ شهرين مما أثر سلبيا على قطاعات أخرى كمصانع الجليز والمنتوجات الخزفية والبعث العقاري مشيرة الى أنه لتجاوز المأزق قد يتم اللجوء للتوريد الامر الذي قد ينذر بالمزيد من التداعيات السلبية على واجهتين عبر استنزاف المزيد من احتياطي العملة الصعبة وأيضا الزيادة في تضخم أسعار الاستهلاك محليا، وفق تقدير الصحيفة.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.