احصائيات سنة 2017 تثبت ان نسبة الاصابة بسرطان القولون في تونس تشهد ارتفاعا

اختارت تونس موضوع “سرطان القولون: التقصي هو الحل”، لمشاركة المجموعة الدولية الاحتفال الأحد القادم باليوم العالمي لمكافحة السرطان الموافق ليوم 4 فيفري من كل سنة، وذلك قصد التأكيد على أهمية الترصد المبكر في الوقاية من هذا المرض وتوفير أحسن الفرص لعلاجه والشفاء منه.

ولاحظت وزارة الصحة، في وثيقة اعلامية صادرة بالمناسبة، ان سرطان القولون بدأ يرتفع بشكل ملحوظ ويشكل خطورة قصوى نظرا لنسبة الوفيات الكبيرة الناتجة عنه في صورة عدم تشخيصه وعلاجه بصفة مبكرة، مشيرة الى ان إحصائيات سنة 2017 أثبتت، استنادا إلى سجل السرطان بالنسبة
لولايات الشمال، أن نسبة حدوث سرطان القولون تشهد ارتفاعا من سنة إلى أخرى بالرجوع إلى تشيخ السكان وتغير نمط العيش نحو عادات وسلوكيات
غير صحية.

وقد تم خلال سنة 2017، حسب ذات الاحصائيات، تسجيل 18.4 حالة اصابة جديدة بسرطان القولون لكل 100 ألف ساكن بالنسبة للرجال و14.2
حالة جديدة لكل 100 ألف ساكن بالنسبة للنساء. وتشير التقديرات لسنة 2024 إلى تطور النسبة إلى حدود 33.3 حالة جديدة لكل 100 ألف ساكن
للرجال و18.6 حالة جديدة لكل 100 ألف ساكن للنساء.

ويعتبر سرطان القولون، الذي أدرج ضمن برنامج التقصي في إطار الخطة الوطنية لمكافحة السرطان 2015-2019 مشكلا صحيا في تونس باعتباره
يمثل السرطان الثالث الذي يصيب الرجال والثاني لدى النساء، بالاضافة الى ان احتمال الإصابة يزداد أيضا عند الأشخاص الذين يعتمدون النظام الغذائي
بالدهون ومن لديهم تاريخ عائلي أو شخصي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم المصابين بالتهاب القولون القرحي أو داء كرون (التهاب مزمن يصيب جزءا من الجهاز الهضمي).

وتكمن أهم طرق الوقاية في اتباع نظام غذائي صحي ونمط عيش سليم يعتمدان على تبني عادات غذائية غنية بالألياف كتناول كميات كبيرة من الحبوب الكاملة والخضروات والفواكه وتجنب الأطعمة الغنية بالدهون خاصة الدهون المشبعة، وممارسة الرياضة بانتظام والإمتناع عن التدخين وعن شرب
الكحول.

والجدير بالذكر أن معظم الأشخاص الذين يصابون بمرض سرطان القولون لا تظهر لديهم أيه أعراض في المراحل المبكرة من المرض، وحين تبدأ الأعراض بالظهور فإنها تختلف من حالة إلى أخرى وتكون مرتبطة بحجم الورم السرطاني وموقعه في داخل القولون، وهي تتمثل خاصة في تغير في
نشاط الأمعاء الطبيعي والاعتيادي يتجلى بالخصوص في الإسهال او الإمساك وأوجاع في منطقة البطن (تشنجات، مغص، انتفاخ غازي) وهبوط غير
مبرر في الوزن.

ويمكن الحد من وفيات السرطان إذا ما تم الكشف عن الحالات وعلاجها في المراحل المبكرة حيث تمكن جهود الكشف المبكر من التعرف على علامات السرطان الأولى من أجل تيسير التشخيص والعلاج قبل أن يبلغ المرض مراحل متقدمة. ويتسم السرطان القولوني المستقيمي بمعدلات شفاء مرتفعة عندما يتم الكشف عنه في مراحل مبكرة ويعالج استنادا إلى أفضل الممارسات في هذا المجال.

وقد اعتمدت السياسية الصحية التونسية مبادرة لتنفيذ “مشروع نموذجي في تقصي سرطان القولون” بأربع معتمديات (دوائر صحية بكل من مساكن وصفاقس المدينة والمرسى والسيجومي)، يتمثل في تحديد المستهدفين ودعوتهم للقيام بالتقصي عن طريق تحليل وجود دم البراز وتوجيه نتائج التحاليل الإيجابية نحو اختصاص أمراض المعدة والأمعاء للقيام بفحص مجهري.

كما تم تكوين الأعوان المعنيين بالمشروع من أطباء الخطوط الأساسية، إضافة إلى انجاز وإعداد نظام لجمع المعلومات لهذا المشروع الذي تم تقييمه في مرحلة ثانية وتعميمه تدريجيا على كل الدوائر الصحية في كل الجهات.

وبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السرطان، أعدت إدارة الرعاية الصحية الأساسية بالاشتراك مع مختلف المتدخلين من إدارات مركزية وجهوية وجمعيات متخصصة في رعاية مرضى السرطان برنامجا متنوعا يتضمن مراسلة الجهات لإعداد برامج جهوية احتفالية مع مدهم بدعائم تحسيسية (معلقات وكتيبات..)
وبالكواشف الخاصة بالتقصي، وتنظيم حملة إعلامية بالمناسبة مع تأمين حصص إذاعية شهرية قارة بالتعاون مع الإذاعة الوطنية وإعداد برمجة سنوية لتقصي السرطان بكل جهات الجمهورية باستعمال حافلة الأمل.

كما سيتم بالمناسبة تنظيم يوم مفتوح يوم 1 فيفري 2018 حول نمط العيش السليم ودوره في الوقاية من السرطان وذلك بمقر مؤسسة التلفزة التونسية لفائدة العاملين بها ويوم مفتوح يوم 4 فيفري 2018 بأحد المراكز التجارية.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.