أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم السبت 07 جويلية

“تشابه بين 2013 و2018 .. هل تعاد تجربة الحوار الوطني؟” و”وانتهى العام الدراسي بأخف الاضرار” و”بعد انتخاب الغاللبية العظمى لرؤساء البلديات .. فوز النهضة (127) وتأكيد المستقلين (118) وخسارة رهان نداء تونس (75)” و”الازمة السياسية تتمدد .. المشهد الراهن يعصف بالهيئات الدستورية”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم السبت.

أثارت جريدة (الشروق) في مقال بصفحتها الخامسة، استفهاما جوهريا حول امكانية تكرر تجربة الحوار الوطني التي أفرزت حكومة انتخابات 2014 خاصة في ظل الازمة السياسية المتواصلة منذ مطلع العام الجاري والتي تجعل التونسيين يستحضرون ما عاشته البلاد من أزمة مشابهة سنة 2013 معتبرة أنه رغم التشابه من حيث طبيعة الازمة (سياسية) والتشابه من حيث تأثيرها على المناخ العام (اقتصادية واجتماعية ومخاطر انزلاقات أخرى) الا أن الاختلاف يبدو واضحا على مستوى الحلول التي وقع التوصل اليها اذ لا الحوار بين مختلف الاطراف في اطار “مسار قرطاج 2” ولا “تكتيك” الشيخين مكنا من البلوغ الى الحلول المأمولة.

وَأضافت أن هذا الانسداد في الحلول على مختلف الاصعدة أصبح يحتم تحركات أخرى ملموسة وأكثر نجاعة من الاطراف الفاعلة تفاديا لتفاقم الازمة نحو الاسوأ مشيرة الى أن الملاحظين يعتبرون أن ما حصل طيلة الاشهر الماضية كان شبيها بحوار 2013، فمنذ بداية العام وتحديدا يوم 5 جانفي 2018 بدأت لقاءات رئيس الجمهورية بالموقعين على وثيقة قرطاج وأغلبها أطراف شاركت في الحوار الوطني سنة 2013 ومنها اتحاد الشغل ومنظمة الاعراف وبعض الاحزاب السياسية وقد تواصلت هذه اللقاءات وانتهت الاجتماعات بقرار احداث لجنة لمراجعة وثيقة قرطاج الاصلية والتي اجتمعت أيضا عدة مرات وأعدت ما شبهه الملاحظون بخارطة طريق رباعي الحوار سنة 2013 وهو “وثيقة قرطاج 2” غير أنه وقع تعليق أعمال اللجنة وتعليق المسار برمته الى اليوم وهو ما أضعفه وجعله بعيدا كل البعد عن مسار رباعي الحوار الوطني الذي التزمت به كل الاطراف ووقع تفعيله بسرعة عكس وثيقة قرطاج 2 التي لم تلق الاجماع اللازم ووقع تعليقها.

واعتبرت (الصباح) في مقالها الافتتاحي، أن تنظيم الامتحانات في وقتها ودون مشاكل حقيقية بالنسبة لهذا العام يمكن وصفه بالانجاز الهام حيث شهدنا عاما دراسيا صعبا وكانت هناك مخاوف من عدم اجراء الامتحانات بسبب اضرابات المربين المتكررة وتمسك النقابات الممثلة لهم بمطالبها التي لم تذعن لها وزارة التربية وساد الانطباع لوقت طويل مع تعنت الطرفين بأن الازمة بين نقابات التعليم وسلطة الاشراف قد تنتهي باعلان سنة بيضاء وكانت المخاوف حقيقية حيث أن الموجع في العملية ليس فقط أننا صرنا غير مطمئنين على سير العام الدراسي وانما صار همنا الاساسي أن ننهيه بأخف الاضرار وأن نتجنب عاما أبيض في وقت كان من المفروض أننا تقدمنا أشواطا في عملية اصلاح المنظومة التربوية.

وأضافت أننا لم نشرع بعد في عملية اصلاح تربوي عميقة وجوهرية لان المحاولات السابقة، وباعتراف الجميع، جعلت من المدرسة العمومية وكأنها مخبر للتجارب بل تراكمت المشاكل ولعل نتائج الامتحانات الوطنية هذا العام تعتبر من بين المؤشرات الدالة على أننا نتأخر باستمرار ونخسر سنويا مزيدا من المساحات موضحة أننا نحتاج الى عمل كبير على مستوى تعليم اللغات فتونس البلد الذي اشتهر بانفتاحه صار اليوم شبابه يجدون صعوبة في امتلاك لغة ثانية ضرورية للوصول الى المعارف هذا ان امتلكوا أصلا لغتهم الام، اللغة العربية، وفق ما ورد بالصحيفة.

وأشارت جريدة (المغرب) في افتتاحيتها اليوم الى أن حركة النهضة التي تصدرت الان 127 مجلسا بلديا بنسبة تناهز 1ر37 بالمائة، قد تمكنت من نسج التحالفات الضرورية خاصة مع بعض القائمات المستقلة وأحيانا “بالتفاوض المباشر” مع بعض المنتخبين لتعمق انتصار الدور الاول ولتحرز هذا العدد الهام جدا من رئاسة المجالس البلدية مبرزة أن التقدم الواضح للحركة على المستوى الوطني بالاضافة الى انتصارها في تونس العاصمة وصفاقس وحوالي نصف مراكز الولايات سيعطي لهذا الفوز بعدا وطنيا واضحا ونحن تفصلنا بالكاد سنة عن الانتخابات التشريعية والرئاسية والاكيد أن الحركة سوف تعمل لتجعل من هذه البلديات واجهة محلية لما يمكن أن تصنعه غدا على المستوى الوطني.

واضافت أن حزب نداء تونس قد خسر الرهان الذي طرحه على نفسه مباشرة بعد الاعلان عن النتائج الاولية لانتخابات 6 ماي 2018 وهو تعويض خسارته في الصندوق بربح أكبر عدد ممكن من رئاسة البلديات بفضل ايجاد شبكة من التحالفات مع الاحزاب “الصديقة” والقائمات المستقلة القريبة فكريا وسياسيا من النداء مبرزة أن الحزب قد خسر بصفة جلية هذا الرهان ولم يتمكن من مجاراة نسق النهضويين والمستقلين واكتفى بالمرتبة الثالثة (75 بلدية بنسبة 9ر21 بالمائة) وقد خسر مواقع رمزية هامة بدءا ببلدية العاصمة وبلديات عديدة في تونس الكبرى وخاصة في بن عروس.

ورأت (الصحافة) في ورقة خاصة أن الازمة السياسية في البلاد، مع غياب الارادة السياسية الفعلية وتضارب المصالح الحزبية النافذة على الساحة، أوصلت وضع البلاد الى طريق مسدود طال حتى مجلس نواب الشعب الذي أصبح عاجزا عن تحصيل أدنى مستويات الاغلبية لتمرير مشاريع قوانين أو حتى قروض مبرزة أن الموت السريري الذي يعيشه التوافق بين حزبي حركة النهضة ونداء تونس شل حركة المؤسسة التشريعية لاول مرة منذ انتخابات 2014.

وأضافت أن المشهد السياسي في شكله الراهن ينبئ بمخاطر ستعصف ليس فقط بالهيئات الدستورية سواء المركزة أو المنتظر تركيزها وانما أيضا بكل المكتسبات التي تحققت من سنة 2011 الى اليوم وفي مقدمتها حرية الرأي والتعبير التي باتت مهددة مشيرة الى أن الطبقة السياسية أثبتت فشلها في ايصال البلاد الى بر الامان وأثبتت قصر نظرها فاهتمت بمعارك هامشية وانكبت على معالجة الاني ولا تنظر الى ما هو قادم من خطر على البلاد وشعبها، حسب ما جاء بالصحيفة.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.