أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الأحد 10 فيفري 2019


“بقيت رهينة الأهواء وتصفية الحسابات: لهذا فشلت العدالة الانتقالية” و”في التهيكل قبل استحقاقات 2019..نحو تنظيم التشتت!” و”الهيكلة، التنظيم السري، المدارس الطالبانية وحكومة الشاهد..طوارئ في النهضة” و”اليوم القمة الافريقية في أديس أبابا..هل يجوز التفاؤل؟”، مثلت أبرز عناوين الصحف التونسية الصادرة اليوم الأحد 10 فيفري 2019 .
فقد اعتبرت صحيفة “الشروق”، في مقال نشرته بصفحتها الرابعة، أنه رغم مضي 8 سنوات على الثورة وما يزيد عن 4 سنوات لبداية تجربة العدالة الانتقالية في تونس، الا انه لا يزال الجدل يحف مسارها بين غالبية تقر بفشل التجربة استنادا الى عدم تحقيق المصالحة الشاملة وبين أقلية ترى في اصدار هيئة الحقيقة والكرامة تقريرها الختامي نجاحا نسبيا،ن مشيرة الى ان التقييم العام المرتكز على هذه الانقسامات يثبت حصيلة الفشل التي كانت لها أسباب واضحة من البداية.
وفي سياق متصل، أوضحت الصحيفة أن تجربة العدالة الانتقالية في تونس، تمخضت عن مسار تشاوري درس مختلف التجارب والمقارنات الدولية، وأنه كان يفترض على المستوى النظري، لإنجاح مسار متكامل من الآليات والوسائل المعتمدة لفهم ومعالجة ماضي انتهاكات حقوق الانسان وكشف حقيقتها ومساءلة ومحاسبة المسؤولين عنها وجبر ضرر الضحايا ورد الاعتبار اليهم وتحقيق المصالحة الوطنية..ان يتم اختيار شخصية تحظى باجماع سياسي وشعبي للإشراف على ملفاتها.
في مقابل ذلك، اختارت الأغلبية في المجلس الوطني التأسيسي سنة 2014، سهام بن سدرين لمسك هذا الملف، ما كان سببا مباشرا في فشل أعمالها، لا سيما انها كانت معنية بشكل مباشر بالملف، ترجح من البدء سقوطها في منطق التشفي والأحقاد وتصفية الحسابات، وفق ذات الصحيفة.
كما بيّنت ان ما زاد الأمر تعقيدا هي الإشكالية القانونية التي نشأت مع ميلاد الهيئة التي أحدثت بقانون والتي لا يمكن تصنيفها ضمن الهيئات الدستورية، ومع ذلك خصها الفصل 16 بالاستقلالية المالية والادارية التي أسيء فهمها لتكون فوق القانون في عديد المحطات التي تحدت فيها بن سدرين قرارات المحكمة الادارية، فضلا عن اجماع عديد المراقبين على احاطة الهيئة بدعم سياسي وتر الأجواء حولها ومنع عنها الدور الرقابي…
ولاحظت صحيفة “المغرب” في افتتاحيتها اليوم، أن نهاية الأسبوع الأول من شهر أفريل المقبل، سيشهد انعقاد مؤتمران مهمان، الأول لحزب نداء تونس والثاني لمشروع حركة “تحيا تونس”، المعلن عن بعثها وعقد مؤتمرها قبل ثبوت ولادتها قانونا. وبيّنت أنه في حال ثبوت الموعد بالنسبة لنداء تونس، فان أتباع الحزب ومناضليه سيقفون على قدرات حزبهم على التموقع في مختلف الجهات وعلى الحسم في موضوع القيادة، التي كانت سببا من أسباب انقسامات الحزب، ومن ذلك ستتراءى ملامح احدى القوى السياسية التي تتهيأ للمنافسة على مقاعد مجلس نواب الشعب.
ولفتت في هذا السياق، الى أن الحديث عن هذا الموعد، جاء بناء لما تم التصريح به، رغم ما تؤكده العديد من المعطيات من وجود صعوبات جدية في لم ّ الشتات والدليل على ذلك التمديد في فترة توزيع الانخراطات واجراء انتخاب الهياكل المحلية والجهوية والحسم في خيارات التجميع والانفتاح الذي ينادي بها بعض مناضلي الحزب…
وفي ما يتعلق بالمؤتمر الثاني الذي يخص مشروع “تحيا تونس”، لفت المقال الى انه إذا تجاوز مرحلة التاسيس دون اشكاليات، فانه سيكون في سباق مع الزمن لإثبات ذاته قاعديا فضلا عن انه سيكون في مواجهة عدّة جبهات في وقت واحد، خاصة وأن مؤسسيه لا يعرفون الى اليوم حقيقة مناورات حزب النهضة والمخرجات التي سيعتمدها لخوض التشريعية والرئاسيّة.
من جانبها، أشارت جريدة “الصحافة”، الى أن النهضة لم تعرف ظرفا دقيقا وخطيرا منذ 2011 مثلما تعيش على وقعه هذه الأيام، التي نشهد حراكا على أشده داخلها، فضلا عن ظهور اعلامي مكثف لعناصرها وكر وفرّ داخل البرلمان وحرص على التمسك بهياكل التنظيم وديمومة نشاطها سواء في مستوى المكتب التنفيذي واجتماعه الدوري أو مجلس الشورى الذي يعقد منذ الأمس دورته الـ25.
وبيّن المقال، أن مخرجات الظهور الاعلامي وأدبيات الحركة على غرار بيان المكتب التنفيذي الأخير ليوم الخميس الفارط، الى جانب بلاغ عقد مجلس الشورى الحالي بتاريخ 8 فيفري الجاري، تعكس بوضوح حالة من الذعر والارتباك والاستباق وحتى الهروب الى الأمام في سلوك يمكن توصيفه بـ”سلوك الطوارئ”، معتبرة بأن ذلك ليس الا ترجمة لطبيعة الحياة والحركة داخل الحزب هذه الايام.
وأبرز في هذا الشأن، بأنه من السذاجة المراهنة في الوقت الحالي على ضعف وضحالة النهضة أو التنبؤ بنهاية حكمها او حدوث تغييرات جوهرية داخلها في الابان، مشيرا الى أنها حزب ايديولوجي عقائدي لم يفصل بين الدعوي والسياسي، علاوة على انه مستفيد الى حد كبير من خصومه وأساسا حركة نداء تونس التي طبّعت معه واندثرت في زحمة المشهد السياسي ما أخل بالتوازن في البلاد…
وتطرقت جريدة “الصباح”، الى الدورة الثانية والثلاثين للقمة الافريقية التي تنعقد اليوم بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا، مشيرة الى ان افتتاح هذه القمة سيقترن بكشف الاتحاد الافريقي عن تصميم جواز السفر الافريقي الموحد، الذي سيسمح لحامليه بالتنقل بحرية بين دول القارة، بما سيساعد على تحفيز النمو الاقتصادي والاندماج الاقتصادي بين مختلف دول القارة.
ولاحظت في هذا الصدد، أنه من السابق لأوانه تقييم مدى نجاعة هذه الخطوة ومدى التفاؤل بهذا المكسب واعتباره عنوانا لمستقبل جديد في القارة الافريقية التي سيتجاوز عدد سكانها خلال عقدين من الزمن المليار نسمة، ليقطع مع الصورة النمطية للقارة باعتبارها عبئا على العالم بما يرتبط بها من صراعات دموية وحروب عرقية وتخلف وفقر وانتشار للسلاح والشبكات الارهابية والجماعات المسلحة والفوضى.
كما اعتبرت، انه وفي انتظار اكتمال الصورة، فان القمة الافريقية تبقى بالنسبة الى تونس جسر عبور الى حضن القارة وفرصة للبحث عن آفاق جديدة ومجالات للتعاون يسهل للديبلوماسية التونسية توسيع دائرة الاستثمار فيها لعرض ما لديها من كفاءات وامكانيات بشرية لتعزيز موقعها ولتكون نقطة التقاء بين شمال افريقيا وجنوبها وبين دول جنوب الصحراء…

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.