السوبر الافريقي : الترجي يدفع باهظا فاتورة اخطائه الدفاعية ويخسر اللقب القاري


دفع الترجي الرياضي التونسي باهظا فاتورة اخطائه الدفاعية التي كلفته خسارة لقب السوبر القاري بعد هزيمته مساء اليوم الجمعة امام الرجاء البيضاوي المغربي بنتيجة 2/1 في مباراة كاس السوبر الافريقي التي احتضنها ملعب ثاني بن جاسم بالعاصمة القطرية الدوحة حيث احرز الرجاء اللقب القاري الثاني في تاريخه بعد فوزه بذات الكاس في نسخة 2000
وسجل للرجاء البيضاوي اللاعب عبد الالاه الحفيظي في دق 22 للمباراة و قائد الفريق بدر بانوني في دق 65.
وتحقق هدف الترجي عن طريق الجزائري يوسف البلايلي د57.
ولم تعرف مباراة السوبر الافريقي بين الترجي الرياضي و الرجاء البيضاوي فترة جس نبض روتينة بل ان الحوار دخل مباشرة في صلب الموضوع لاسيما من جانب الترجي الذي سعى الى اخذ زمام المبادرة الهجومية مستغلا سمة التناغم الهجومي بين عناصر التنشيط في منطقة وسط الميدان من ذلك الثلاثي انيس البدري وحمدي الهوني وسعد بقير حيث حاول هذا الثلاثي خلق الثغرات على مستوى الرواقين الايمن و الايسر الا ان نزوع فريق باب سويقة الى اخذ الاسبقية الميدانية و السيطرة على منطقة الوسط لم تقع ترجمته بفرص خطيرة .
وفي المقابل حاول باتريس كارتيرون مدرب الرجاء المغربي توظيف نقاط قوة فريقه المتمثلة اساسا في سرعة عناصره الهجومية من خلال فنيات حفيظي وبنحليب وحذراف مع السعي الى استغلال الهنات الدفاعية للترجي على مستوى محور الخط الخلفي وقد اتى هذا التوجه اكله حيث جاءت اولى المحاولات المغربية على قدر كبير من الخطورة ووجهت انذارا شديد اللهجة لابناء معين الشعباني من خلال انفراد بنحليب في دق 11 بالحارس رامي الجريدي الذي تصدى للمحاولة بامتياز وكذلك انفراد سفيان رحيمي بمرمى الاحمر والاصفر في دق 21 قبل ان يتدخل محمد علي اليعقوبي في اخر لحظة مع الجريدي لانقاذ الموقف بصعوبة .
وقد اشارت كل هذه المحاولات من هجوم الرجاء الى تواجد بعض الوهن على مستوى التغطية الدفاعية للترجي الرياضي انطلاقا من منطقة وسط الميدان وهو ما سعى الفريق المغربي الى استغلاله على الوجه الامثل حيث اعلنت الدقيقة 22 للمباراة عن اسبقية منطقية لزملاء زكرياء حذراف بعد عملية هجومية منسقة على الجهة اليمنى وفشل ذريع على مستوى المحاصرة ليجد اللاعب عبد الالاه الحفيظي نفسه في موقع مناسب سدد على اثرها كرة قوية استقرت في شباك الجريدي .
وبدا المردود الجماعي للترجي بعد قبول الهدف الاول متسما بالاضطراب والتذبذب اذ لم يتوفق الفريق في ايجاد اليات لعبه المعهودة ودخل في فترة ارتباك حاول الرجاء البيضاوي استغلالها لصالحه باعتماد نفس الاساليب اي الكرات في عمق دفاع الترجي على مستوى المحور واوشك ذات اللاعب سفيان رحيمي على مضاعفة النتيجة دق 27 لولا تدخل الجريدي الذي انقذ الموقف والترجي من سيناريو كارثي .
ومع دخول الفترة الاولى من اللعب الى الربع ساعة الاخير لم يكن من خيار امام زملاء الليبي حمدو الهوني سوى التقدم الى الامام لتعديل الكفة ولهذا سعى البدري و بقير و الخنيسي الى التحرك في دفاع الرجاء من اجل خلق الثغرات وقد اتيحت بفضل هذا الجهد فرصة ثمينة جدا لراس حربة الترجي بعد امداد من فرانك كوم انفرد على اثره الخنيسي بالحارس انس زنيتي الذي تصدى للتسديدة بكل شجاعة منقذا الرجاء من هدف محقق لينتهي الشوط الاول للقاء بتقدم منطقي للرجاء المغربي بالنظر الى الاداء الذي قدمه و امام الاخطاء الفادحة التي ارتكبها دفاع الترجي فضلا عن الاداء المهزوز لاغلب العناصر الذين كانوا في غير مستواهم الاعتيادي.
وكان المدرب معين الشعباني يعي ان الاليات الهجومية للفريق تفتقد للحيوية المعهودة وهو ما جعل الفترة الاولى من اللعب تسجل غيابا هجوميا غريبا عن الترجي ولهذا بادر الاطار الفني للاحمر و الاصفر باخراج سعد بقير الذي لم يكن في المستوى واقحام الجزائري يوسف البلايلي و اغتنام سرعته وحيويته على مستوى الاروقة .
ولاح سلوك لاعبي شيخ الاندية التونسية اكثر حيوية وحماسا حيث لم يكن لديهم من خيار سوى التقدم الى الهجوم للدفاع عن حظوظهم في الفوز باللقب وكاد انيس البدري في دق 47 بطريقته المعهودة الا ان التسديدة تصدى لها الحارس الزنيتي حيث اعلنت هذه الفرصة على ارتقاء اداء الاحمر و الاصفر نحو الاحسن لاسيما مع اقحام ايهاب المباركي مكان الدربالي المصاب.
وترجمت الدقيق 57 النقلة الوعية التي عاشها هجوم الترجي مع بداية الفترة الثانية من اللعب اذ بعد بناء هجومي منسق نجح المباركي في التمهيد للجزائري يوسف البلايلي الذي سدد كرة قوية من بعد 19 متر لم يجد لها حارس الرجاء اي طريقة للتصدي ليعيد الترجي المباراة الى نقطتها الصفر ويعلن عن انطلاقة متجددة للحوار المغاربي.
ولم تغير الحيوية الهجومية التي اظهرها الترجي مع بداية الفترة الثانية في امر الاداء الدفاعي للاحمر والاصفر حيث ظل مهزوزا وهذا ما استغله الرجاء على الوجه الاكمل في د65 اذ بعد ركنية بدا التصدى لها امرا سهلا اتسم اداء الدفاع بالارتباك ما سمح للاعب بدر البانوني لاضافة الهدف الثاني في دق 65 في ظل تساؤلات حول مردود دفاع الاحمر و الاصفر.
ورمى زملاء فرانك كوم بكل ثقلهم نحو الهجوم خلال الدقائق التي تبقت من عمر المباراة بعد ان دفع الشعباني بكل اوراقه الهجومية من اجل العودة في المباراة الا ان المحاولات الترجية افتقدت للتركيز وسقط الاعبون في فخ التسرع بفعل الضغط المضاعف المسلط عليهم ليخسر ممثل كرة القدم التونسية اللقب القاري دافعا ضريبة هفواته الدفاعية وغياب الجاهزية البدنية والفنية لعدد من اللاعبين الذين كانوا بعيدين كل البعد عن مستواهم المعهود.
وكان الترجي الرياضي قد عول على التشكيلة التالية في لقاء السوبر الافريقي امام الرجاء البيضاوي / رامي الجريدي-سامح الدربالي /ايهاب المباركي 52/ ايمن بن محمد- محمد علي اليعقوبي /هيثم الجويني 72/ فراك كوم- فوسيني كوليبالي- سعد بقير/ يوسف البلايلي د45/ انيس البدري- حمدو الهوني- طه ياسين الخنيسي.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.