البعثة الصحية المرافقة للحجيج التونسيين تؤمن 400 عيادة يوميا طيلة موسم الحج

يكاد طابور الانتظار امام مكتب البعثة الصحية للحجيج التونسيين لا يتوقف على مدى ال24 ساعة باحدى الاقامات بمكة المكرمة، إذ يفوق معدل العيادات 400عيادة في اليوم الواحد. ولئن تراوحت الأسقام بين نسبة قليلة من الحالات الحرجة وبين الاضطرابات الصحية الناجمة اساسا عن تغير البيئة ونسق العيش والمتمثلة خاصة في الإجهاد البدني و الإرهاق النفسي، فان فريق البعثة يقوم باستقبال جميع الوافدين والكشف عنه.

“أعتبر نفسي ضمن منظومة عسكرية واعمل في ظروف استثنائية يتعين علي فيها التاقلم مع الوضع”، هكذا صرحت الدكتورة زينب سعود بن عبد الله رئيسة فريق بالبعثة الصحية للحجيج وهي جالسة في مكتبها وقد افتر ثغرها عن ابتسامة عريضة، مشيرة إلى انها في الأصل طبيبة استعجالي ومتعودة على العمل الميداني.

وقالت ان أعضاء الفريق الطبي وشبه الطبي وخاصة بعرفات ومنى يعملون بتفان ويشعرون براحة نفسية عميقة وهم في خدمة ابائهم وأمهاتهم واخوتهم وأخواتهم الحجيج فهم يسدون الخدمات عن طواعية و طيب خاطر.

وأوضحت ان اعضاء البعثة الصحية يعملون تطوعا ودون مقابل على الاحاطة الطبية بالحجيج خاصة يوم عرفة وايام التشريق التي تعتبر الفترة الحساسة في الحج تبذل خلالها اقصى الجهود لانجاحها خاصة وقت النفرة حين يغادر جميع الحجيج اي ما يقارب اربعة ملايين حاج من جميع انحاء العالم عرفة الى مزدلفة، شاكرة المولى عز وجل على ان البعثات الصحية تتمكن في كل موسم من اجتياز هذه الايام بنجاح.

وافادت من ناحية اخرى ان تونس كانت تحصلت في 2017 و 2018 على جائزة المملكة السعودية في حسن التنظيم وانها من البلدان العربية القلائل التي تخصص بعثة صحية للحجيج. وأضافت قولها “هنالك بلدان عربية تؤمن عيادات طبية لحجيجها لكن بمقابل وهذه العيادات غير متوفرة في كل المواسم علاوة على عدم توفير الدواء الذي يقتنيه حجيج هذه البلدان من الصيدليات الخارجية علما ان ثمنه باهظ جدا في حين ان العيادات الطبية التونسية والادوية أيضا مجانية”.

وذكرت ان جلب الدواء من تونس للبقاع المقدسة ليست بالمسالة الهينة وفق تقديرها، باعتبار الاجراءات الادارية المعقدة التي يتعين القيام بها.

واعتبر الدكتور حمادي السوسي نائب رئيس البعثة الصحية واستاذ طب بتونس ورئيس قسم الجراحة العامة بالمستشفى العسكري ان عمل الفريق الطبي يتطلب الكثير من رحابة الصدر وسعة الصدر لاحتواء غضب بعض الحجيج المتوترين جراء تغير البيئة والتخوف من عدم اتمام مناسك الحج، علما ان عددا كبيرا منهم يسافرون لأول مرة، مضيفا ان مهمة البعثة تتمثل اساسا في المحافظة على الحالة الصحية للحاج حتى يتمكن من اداء مناسكه كاملة.

واضاف ان وزارة الصحة حريصة على تامين الخدمات الصحية للحجيج وتخصص سنويا اعتمادات تناهز 800 ألف دينار لهذا الموسم
وافاد بانه يتم اختيار اعضاء البعثة وفق جملة من المقاييس كالسن والاقدمية و المسار المهني والاختصاص مضيفا ان بعض الاعضاء من البعثة التونسية ممن سبق لهم الحج سواء كانت دينية او طبية او تنظيمية لن يؤدوا مناسك الحج للتفرغ لاحتضان الحجيج القادمين من عرفات.

ويعمل اعضاء البعثات الصحية 8 ساعات في اليوم و8 ساعات كإسناد صحي.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.