اجراس تقرع في مدارس تونس ايذانا بالعودة المدرسية

رن الجرس في حدود الساعة الثامنة صباحا من اليوم الثلاثاء معلنا عن بداية الحصة الأولى للسنة الدراسية 2019-2020، فشقت روند تشد يد توأمها روان، جموع الأولياء الذين تجمعوا أمام المدرسة الابتدائية نهج بولونيا بباردو.

تسارعت خطاهما نحو القسم للظفر بالمقعد الأول وشدتا انتباه معلتمتيهما الجديدة وقد تزينتا بأحلى حلة ولبستا ثياب العودة الجديدة، وتأنقتا بالميدعة الزرقاء وحملتا محفظتيهما الورديتين، وكلهما عزم على الامتياز والتألق في سنتيهما الختامية في المدرسة والالتحاق بالإعدادية النموذجية على غرار ما حصد أخيهما منذ سنتين، وفق ما أكدتاها في حديث خاطف معهما وهما تقبلان أمهما على أمل لقاء قريب معها نهاية اليوم الأول من الدراسة.

على الجانب المقابل من باب المدرسة استند الأولياء أباء وأمهات يرافقون فلذات أكبادهم بأعينهم وكلهم أمل على أن يحظوا بمدرسين يحبونهم ويبلغون قلوبهم قبل عقولهم حتى يتسنى للطفل مهما كان سنه تقبل المعلومة بكل حب، آملين أن تمر السنة الدراسية دون مشاكل أو اضرابات قد تعكر مسار العام الدراسي على غرار ما حصل في السنة الدراسية الماضية، وفق ما شددت عليها السيدة إيمان التونسي وسميرة المالكي وهما تغادران المكان.

وبين هؤلاء الأولياء ظل البعض من تلاميذ السنوات الأولى الذي أبوا توديع أولياهم حتى أن البعض أجهش بالبكاء متمسكا بأمه، وأباه يحاول إقناعه ومن ثم جره إلى داخل القاعة مقدما له كل المغريات الممكنة لطفل في سنه، من اصطحابه إلى مدينة الألعاب مساء وزيارة الأقارب وشراء المثلجات إلى مقارنته بأترابه والأطفال الرضع عند بكائه، ليشق أصحاب البزة البيضاء كل تلك الضوضاء لتجديد الموعد مع قصة عشق بنوها على مدى سنين العمر مع السبورة والكتاب والقلم والأطفال الصغار.

وتقول إحدى المدرسات ليلى شوشان من المدرسة الابتدائية العمارية حي الزهور أن عشقها لهذه المهنة لن ينضب وأنه على الرغم من أن مهنة التدريس تعد من المهن الشاقة على حد تعبيرها إلا أن أسعد لحظات حياتها تقضيها بين أبنائها التلاميذ وهي التي قضت ربع قرن في العطاء وتقاسمت مع تلاميذها فرحة النجاح والتميز في مختلف المدارس التي جابتها بين الارياف والمدن في شمال البلاد وجنوبها.

ويضيف زميلها، محمد كرم، من المدرسة الابتدائية نهج البرتقال بباردو أن مهنة التدريس تستوجب الكثير من الحب والعطاء مؤكدا ان المربي، الذي يسعد لملاقاة تلاميذه، يستعد بدوره إلى العودة المدرسية من خلال إعداد مذكرات التدريس وبرنامج العمل والدعم والتقاييم وكذلك من خلال مواكبة المستجدات في مختلف المجالات العلمية.

الاستعداد للعودة المدرسية لا يقتصر على التلميذ والأسرة والمعلم فقد وإنما يشمل كذلك الإدارة والمؤسسة التربوية بشكل عام، حسب ما افاد به مدير المدرسة الإعدادية خزندار الدندان بمنوبة، منير العبيدي، الذي بين أن الاستعداد للعودة انطلق مبكرا من خلال إعداد جداول الأوقات للتلاميذ والمدرسين على حد السواء وكذلك تنظيم العمل واستقبال التلاميذ الجدد وحل الاشكاليات العالقة لطالبي النقلة القاصدين هذه المؤسسة التربوية التي تحظى بسمعة جيدة حسب قوله حيث ورد عليها نحو 100 مطلب التحاق بها مقدرا أنه لا يمكن الاستجابة لها.

وجددت روند وروان كغيرهما من 2 مليون و174 ألف تلميذ، موزعين بين 933 ألف تلميذ بالمرحلة الثانوية و مليون و177 ألف بالمرحلة الابتدائية فضلا عن 63 ألف تلميذ في التحضيري، العهد صباح اليوم مع مقاعد الدراسة ب 6104 مؤسسة تربوية، ليكون في استقبالهم حوالي 155400 مرب موزعين بين 76600 في الاعدادي والثانوي و78800 في المرحلة الابتدائية.

وتتميز هذه السنة الدراسية بالشروع في تدريس اللغات الأجنبية الفرنسية والانقليزية على التوالي ابتداء من السنتين الثانية والرابعة ابتدائي، عبر محامل الكترونية وكذلك بالترفيع في ضارب مادة الإعلامية إلى 1,5 بالنسبة لتلاميذ الثانية الثانية ثانوي اختصاص علوم وآداب واقتصاد وخدمات.

كما تتميز هذه السنة الدراسية بالشروع في تنفيذ قرار منع استعمال الهاتف الجوال تماما بالنسبة لتلاميذ المرحلة الابتدائية، وخلال فترة الامتحانات بالنسبة لتلاميذ الإعدادي والثانوي.

وتختتم السنة الدراسية بالامتحانات الوطنية حيث ستجرى الدورة الرئيسية لامتحان البكالوريا لسنة 2020، أيام 10 و11 و15 و16 و17 جوان القادم وتنتظم امتحانات شهادة ختم التعليم الاساسي العام والتقني أيام 22 و23 و24 جوان 2020. وتجرى امتحانات مناظرة الدخول إلى المدارس الاعدادية النموذجية أيام 25 و26 و27 جوان 2020، لتختم هذه الامتحانات بدورة المراقبة لامتحان البكالوريا أيام 30 جوان و1 و2 جويلية 2020.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.