القصرين: نسبة الانقطاع المبكّر عن الدراسة بالجهة مرتفعة جدّا في المرحلة الإعدادية

أفاد المتفقد العام للمدارس الإبتدائية بولاية القصرين، بودالي العسالي، اليوم السبت، بأن نسبة الانقطاع المبكر عن الدراسة بجهة القصرين مرتفعة جدّا في صفوف تلاميذ المرحلة الإعدادية لاسيما تلاميذ السنة السابعة أساسي، ومع ذلك فهي تشهد انخفاضا متواصلا في المراحل التعليمية الثلاثة.
وأضاف، في تصريح لـ(وات)، على هامش يوم دراسي حول “حق الطفل في التعلم وتدابير الحد من التسرب المدرسي”، من تنظيم الإتحاد الجهوي للشغل بالشراكة مع اتحاد العمال المهاجرين التونسيين والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع القصرين وتنسيقية حقوق الطفل بالجهة، نسبة الانقطاع بالجهة قريبة جدا من النسبة الوطنية وأكثر المعتمديات التي تسجّل ارتفاعا في عدد المنقطعين هي معتمديات سبيطلة وسبيبة وفريانة، فيما تسجّل معتمدية العيون اقل النسب رغم أنها تحتل المرتبة الأخيرة في نسبة الفقر على المستوى الوطني.
وأوضح العسال يأن آخر إحصائيات السنة الدراسية 2020 – 2021 تشير إلى أن نسبة الانقطاع عن الدراسة بالقصرين مرتفعة في صفوف الذكور أكثر من الاناث، حيث تبلغ في المرحلة الابتدائية 1.3 بالمائة من الذكور مقابل 1 بالمائة في صفوف الاناث، فيما تبلغ نسبة المنقطعين في المرحلة الإعدادية من الذكور 5.75 بالمائة والاناث 2.85 بالمائة، وفي المرحلة الثانوية تصل النسبة إلى 3.06 بالمائة ذكور وإلى 2.26 بالمائة اناث.
وبيّن المتحدث في سياق متصل أن ظاهرة الانقطاع المدرسي هي ظاهرة معقّدة ومتعددة الأبعاد ولايمكن ارجاعها إلى سبب واحد ولا يجب أن تنحصر دراستها عند الأكاديمين والباحثين، بل يجب أن تأخذ بعدها الحقيقي في مستوى اجراءات الدولة بصفة عامة بمعاضدة المنظمات الوطنية والمجتمع المدني وغيرها.
وأبرز أن التفكير الاكاديمي العام يتحدث على أسباب نفسية واجتماعية وبيداغوجية وتربوية للتسرب المدرسي، غير أن دراسة ظاهرة الانقطاع المدرسي يجب أن تتجه إلى دراسة الانقطاع في المؤسسات التربوية وليس الانقطاع في المعتمديات، عبر اخضاع كل مؤسسة تربوية إلى دراسة خاصة بها حتى تفهم أسباب الانقطاع المرتفعة جدا في مؤسسات دون أخرى ما جعلها بؤرة للتسرب المدرسي كما هو الحال في منطقة الهراهرة في سبيطلة.
وبين العسّالي أن وزارة التربية قامت بعدة مبادرات لمقاومة التسرب المدرسي منها بعث مشروع ” مدرسة الفرصة الثانية” في بعض الولايات غير أنها لم تأخذ مسألة الانقطاع المدرسي كمسألة إستراتيجية واضحة المعالم، مبرزا أن ذلك غير ممكن لأن 97 بالمائة من ميزانيتها مخصصة لخلاص أجور الموظفين مقابل 3 بالمائة مخصصة للمشاريع والمسائل الأخرى لذلكفهي تحتاج إلى ممولين لاحداث مشاريع قادرة على الحد من ظاهرة التسرب المدرسي التي اعتبرها شأنا وطنيا وإجتماعيا وكونيا.
يشار الى أن الأرقام الرسمية في البلاد التونسية تؤكد ارتفاع عدد المنقطعين عن الدراسة خلال الأعوام العشرة الأخيرة، فحسب آخر الاحصائيات التي أعلنتها وزارة التربية، انقطع 72991 تلميذا عن الدراسة نهائيا خلال السنة الدراسية 2019 – 2020 ، منهم 34460 في مرحلة التعليم الثانوي و31311 في مرحلة التعليم الإعدادي و7220 في المرحلة الابتدائية.
ويأتي تنظيم اليوم الدراسي حول “حق الطفل في التعليم وتدابير الحدّ من التسرب المدرسي” لفتح الحوار حول مسألة حساسة ومصيربة تهم حاضر البلاد ومستقبلها لما للإخفاق المدرسي من كلفة مرتفعة جدا على المجتمعات فهو يحد من قدرة الإقتصاد والإنتاج ويؤثر سلبا في الوحدة الاجتماعية ويكلف الدولة نقفات إضافية للحد من الجريمة وتكاليف الصحة والمعونات الاجتماعية.
وتهدف هذه التظاهرة إلى تحسيس الفاعلين السياسين والناشطين في المجتمع المدني بالحق في التعليم والحد من التسرّب المدرسي في ولاية القصرين، وتحسيس الفاعلين والفاعلات في المجال التربوي باحترام حقوق الطفل وحمايتها وضمان مصلحته الفضلى في التربية والتعليم.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.